تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٢٤٣
غفار فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحباه فأصبحت عندها أنا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام وعندنا وفتن فافتتن وقدمنا المدينة فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم رجعوا عن الإسلام لبلاء أصابهم من الدنيا وكانوا يقولونه لأنفسهم فأنزل الله تعالى فيهم " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " إلى قوله " مثوى للمتكبرين " قال عمر فكتبتها بيدي كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام بن العاص فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فجعلت أصعد بها وأصوب لأفهمهما فقلت اللهم فهمنيها فعرفت إنما أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقتل هشام شهيدا بأجنادين في ولاية أبي بكر قال ونا يونس عن ابن إسحاق قال وقدم على عياش بن أبي ربيعة المدينة أخوه لأمه أبو جهل بن هشام وأمهم أسماء بنت مخرمة فقالا له إن أمك قد نذرت أن لا يظلها ظل ولا يمس رأسها دهن حتى تراك فقال عمر بن الخطاب والله إن يريدانك إلا عن دينك ولو قد وجدت أمك حر مكة لقد استظلت ولو قد أذاها القمل لقد امتشطت فقال إن لي بمكة مالا لعلي أجده فقلت له لك نصف مالي ولا ترجع إلى القوم فأبى إلا الرجوع فقلت له خذ هذه الناقة فإنها ناقة ذلول ناحية فالزم ظهرها فإن رابك القوم بشئ فانجه فخرجوا حتى إذا أتوا قريبا من مكة قال له أبو جهل يا أخي لقد شق علي بعيري فأعقبني على ناقتك فإنها أوطأ من بعيري فنزل فلما وقعا إلى الأرض أوثقاه وربطاه ودخلا به مكة فقالوا هكذا يا أهل مكة فافعلوا بسفهائكم ثم فتن فافتتن أخبرنا أبو غالب بن البنا وأبو الحسين بن الفراء قالا أنا أبو يعلى بن الفراء أنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان الحربي نا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي نا أبو بكر بن أبي شيبة

1 - أضاة بني غفار: على عشرة أميال من مكة.
2 - إعجامها مضطرب بالأصل وفوقها ضبة وبدون إعجام في م والتصويب عن ز).
3 - اللفظتان: وفتن فافتتن سقطتا من ز 9.
4 - سورة الزمر الآيات 53 إلى 60.
5 - الأصل وم: وأصوت والمثبت عن م وسيرة ابن هشام.
6 - في ز، الحارثي.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»