كان الوليد زنديقا وكان رجل من كلب أهل الشام يقول بمقالة الثنوية فدخلت على الوليد يوما وذلك الكلبي عنده وإذا بينهما سفط قد رفع رأسه عنده وإذا ما يبدو منه حرير أخضر فقال يا علاء ادن فدنوت فرفع الحريرة فإذا في السفط صورة إنسان وإذا الزئبق والنوشادر قد جعلا في جفنة فجفنه يطرف كأنه يتحرك فقال يا علاء هذا ماني لم يبعث الله نبيا قبله ولا يبعث نبيا بعده فقلت يا أمير المؤمنين اتق الله ولا يغرنك هذا الذي ترى من دينك فقال له الكلبي يا أمير المؤمنين قد قلت لك إن العلاء لا يحتمل هذا الحديث قال العلاء ومكثت أياما ثم جلست مع الوليد على بناء كان بناه في عسكره يشرف منه والكلبي عنده وقد كان الوليد حمله على برذون هملاج أشقر من أقره ما سخر فخرج على برذونه ذلك فمضى في الصحراء حتى غاب في العسكر فما شعر إلا والأعراب قد جاءوا به يحملونه منفسخة عنقه ميتا وبرذونه يقاد حتى أسلموه فبلغني ذلك فخرجت متعمدا حتى أتيت أولئك الأعراب وكانت لهم بالقرب أبيات في الأرض البخراء لا حجر فيها ولا مدر فقلت لهم كيف كانت قصة هذا الرجل فقالوا أقبل علينا على برذون فوالله لكأنه دهن يسيل على صفاة من فراهيته فعجبنا لذلك إذ انقض رجل من السماء عليه ثياب بيض فأخذ بضبعيه فاحتمله ثم نكسه فضرب برأسه الأرض فدقه ثم غاب من عيوننا فاحتملناه فجئنا به أبو الفرج لا يوثق بما يحكيه 5478 العلاء بن الوليد أظنه من أهل بيت المقدس سمع عمر بن عبد العزيز
(٢٣٣)