سعد (1) أنا محمد بن عمر حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه قال لما سار عبد الملك من دمشق يؤم العراق إلى مصعب لقتاله فكان دون بطنان حبيب (2) بليلة جلس خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد فتذاكروا أمر عبد الملك ومسيرهما معه على خديعة منه لهما ومواعيد باطلة قال عمرو فإني راجع فشجعه خالد على ذلك فرجع عمرو إلى دمشق فدخلها والسور يومئذ عليها وثيق فدعا أهل الشام فأسرعوا إليه وفقده عبد الملك وقال أين أبو أمية فقيل له رجع فرجع عبد الملك بالناس إلى دمشق فنزل على مدينة دمشق فأقام عليها ست عشرة ليلة حين فتحها عمرو له وبايعه فصفح عنه عبد الملك ثم أجمع على قتله فأرسل إليه يوما يدعوه فوقع في نفسه أنها رسالة شر فركب إليه فيمن معه ولبس درعا مكفرا بها ودخل على عبد الملك فتحدث ساعة وقد كان عهد إلى يحيى بن الحكم إذا خرج إلى الصلاة أن يضرب عنقه ثم أقبل عليه فقال أبا أمية ما هذه الغوائل والزبى التي تحفر لنا ثم ذكره ما كان منه وخرج إلى الصلاة ورجع ولم يقدم عليه يحيى فشتمه عبد الملك ثم أقدم هو ومن معه على عمرو بن سعيد فقتله أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (3) وفيها يعني سنة سبعين خلع عمرو بن سعيد بن العاص عبد الملك بن مروان وأخرج عبد الرحمن بن أم الحكم عن دمشق وكان خليفة عبد الملك عليها فسار إليه عبد الملك فاصطلحا على أن يكون عمرو الخليفة بعد الملك وعلى أن لعمرو (4) مع كل عامل عاملا (5) وفتح المدينة ودخل عليه عبد الملك ثم غدر به عبد الملك فقتله فحدثني أبو اليقظان قال قال له عبد الملك أبا أمية لو أعلم أن تبقى وتصلح قرابتي لفديتك ولو بدم النواظر ولكنه قل ما اجتمع فحلان في إبل إلا أخرج أحدهما صاحبه فأخذ السيف وهو يقول (6)
(٤٢)