أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن نا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون الروياني نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله السمرقندي حدثني عبد الله بن دلهات الجهني الرهاوي حدثني أبو داود عن أبيه الدلهات عن أبيه وهو إسماعيل عن أبيه عبد الله أن أباه مسرعا حدثه أن أباه ياسر بن سويد حدثه قال سمعت عمرو بن مرة الجهني يقول خرجنا حجاجا في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى أضاء لي جبل يثرب وأشعر جهينة وسمعت صوتا في النور وهو يقول انقشعت الظلماء وسطع الضياء وبعث خاتم الأنبياء ثم أضاء لي إضاءة أخرى حتى نظرت (1) إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن وسمعت صوتا في النور وهو يقول ظهر الإسلام وكسرت الأصنام وصلت الأرحام قال فانتبهت فزعا فقلت لقومي والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهيت إلى بلادنا جاء الخبر أن رجلا يقال له أحمد قد بعث قال فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت فقال يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة يدعوهم إلى الإسلام وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله وحده ورفض الأصنام وبحج البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار فآمن يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام وإن زعم ذلك كثير (2) من الأقوام ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به قال فكان لنا صنم وكان أبي سادنه فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا أقول * شهدت بأن الله حق وأنني * لآلهة الأحجار أول تارك وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا * أجوب إليك الوعث بعد الدكادك لأصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك * قال النبي (صلى الله عليه وسلم) مرحبا بك يا عمرو فقلت بأبي أنت وأمي [ألا] (3) بعثت بي إلى
(٣٤٤)