عبد الملك بن الحسن بن محمد أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق (1) نا يزيد بن سنان وإبراهيم بن مرزوق البصريان والصغاني وسليمان بن سيف قالوا نا أبو عاصم نا حيوية بن شريح حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت وولى وجهه إلى الحائط فجعل يبكي طويلا فقال له ابنه ما يبكيك أما بشرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكذا أما بشرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكذا قال ثم أقبل بوجهه فقال إن أفضل ما تعد علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني قد رأيتني على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد من الناس أبغض إلي من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أحب إلي من أن أكون استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال كنت من أهل النار فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله أبسط يدك لأبايعك فبسط يمينه فقبضت يدي فقالت ما لك يا عمرو فقلت أردت أن اشترط فقال تشترط ماذا قلت يغفر لي قال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله فبايعته فما كان أحدا أجل في عيني منه إني لم أكن أستطع أن أملأ عيني إجلالا له فلو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء لا أدري ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تتبعني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني في قبري فسنوا علي التراب سنا فإذا فرغتم من دفني فأقيموا عند قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمها حتى أعلم ما أراجع به رسل ربي فإني استأنس بكم [10031] واللفظ للشعباني أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا يعقوب الدورقي نا أبو عاصم عن حياة بن شريح حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكي طويلا ووجه إلى الجدار فجعل ابنه يقول ما يبكيك يا أبتاه إنما بشرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكذا إنما بشرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكذا قال فأقبل بوجهه فقال إن أفض ما يعد علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
(١٩٤)