رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلهم ذكره عن آبائه وعن من أدرك من أهله وسمعته أيضا من غيرهم فذكرهم وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال له يا عمرو أتحب أن أريك آية الجنة قال نعم (1) يا رسول الله فمر علي فقال هذا وقومه آية الجنة فلما قتل عثمان وبايع الناس عليا لزمه فكان معه حتى أصيب ثم كتب معاوية في طلبه وبعث من يأتيه به قال الأجلح فحدثني عمران بن سعيد البجلي عن رفاعة بن شداد البجلي وكان مواخيا لعمرو بن الحمق أنه خرج معه حين طلب فقال لي يا رفاعة إن القوم قاتلي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرني أن الجن والإنس تشترك في دمي وقال لي يا عمرو إن أمنك رجل على دمه فلا تقتله فتلقى الله بوجه غادر قال رفاعة فما أتم حديثه حتى رأيت أعنة الخيل فودعته وواثبته حية فلسعته وأدركوه فاحتزوا رأسه فكان أول رأس أهدي في الإسلام [* * * *] قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر نا عبد الله بن أحمد أنا محمد بن جرير (2) حدثني عمر بن شبة نا علي بن محمد عن سلمة بن عثمان قال بلغني عن الشعبي قال لما قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال إن عمرو بن الحمق (3) يجمع إليه من شيعة أبي تراب فقال له عمرو بن حريث ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقنه ولا ندري ما عاقبته فقال زياد كلاكما لم يصب أنت جئت تكلمني في هذا علانية وعمرو حين يردك عن كلامك قوما إلى عمرو بن الحمق فقولا له ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك من أرادك أو (4) أردت كلامه ففي المسجد قال ويقال إن الذي (5) رفع على عمرو بن الحمق قال قد أنغل المصرين يزيد بن رويم فقال عمرو بن حريث ما كان قط أقبل على ما ينفعه منه اليوم فقال زياد
(٤٩٨)