قال إني نظرت إلي فوجدتني قد وليت هذه الأمة صغيرها وكبيرها وأسودها وأحمرها ثم ذكرت الغريب الضائع والفقير المحتاج والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله سائلي عنهم وأن محمدا (صلى الله عليه وسلم) حجيجي فيهم فخفت أن لا يثبت لي عند الله عذر ولا يقوم لي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجة فخفت على نفسي خوفا دمع لي عيني ووجل له قلبي فأنا كلما ازددت لهذا ذكرا ازددت منه وجلا وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (1) حدثني حرملة أنا ابن وهب حدثني الليث عن بعض إخوانه عن حري (2) بن عبد العزيز أن ريان بن عبد العزيز (3) قال لعمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين لو ركبت فتروحت قال عمر فمن يجزي عمل ذلك اليوم قال تجزيه من الغد قال لقد كدحني (4) عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع علي عمل يومين في يوم واحد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (5) نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا سليمان يعني ابن داود أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه أتحبون أن أولي كل رجل منكم جندا فينطلق تصلصل به جلاجل البريد فقال له ابنه ابن الحارثية لم تعرض علينا ما لست صانعه فقال عمر إني لأعلم أن بساطي هذا يصير إلى البلى وإني لأكره أن تدنسوه بخفافكم فكيف أقلدكم ديني تدنسوه في كل جند
(١٩٨)