يذبحونها به فهموا بتخليتها فاضطربت عليهم ولم تزل تثير الأرض وتبعثرها بقوائمها فظهر لهم فيما احتفرته مدية فذبحوها بها وصارت هذه القصة مثلا سائرا فيما قدمنا ذكره وقول المرواني * وأنت من الريش الذنابي يقال ذنب الفرس وغيره وذنابي الطائر وذنابي الوادي وذنابته ومذنب النهر قال الشاعر * أيا جحمتا بكي على أم صاحب * قتيلة قلوب بإحدى الذنائب * ويروى المذانب والجحمتان العينان والواحدة جحمة ويقال إنه بلغة أهل اليمن والقلوب الذئب أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن بن عبد العزيز حدثني أبو حفص نا الوليد بن مسلم عن ابن أبي رقية قال جاء رجل من بني شيبان فقال إن لأمير المؤمنين عندي نصيحة فاستأذن عليه فدخلت على عمر بن عبد العزيز فأخبرته فقال اللهم ارزقني منه النصيحة فأدخلته عليه فقال يا أمير المؤمنين إن شئت أن تقرأ هذا الكتاب وإن شئت كلمتك فقال هات الكتاب ثم أذن له فخرج فقال لي بعد أتعرف الرجل قلت لا فقال ما أراك جئتني إلا بشيطان أطلبه قال فخرجت فلم أزل حتى وقعت عليه فقلت له كدت أن تهلكني عند أمير المؤمنين هو يدعوك فأدخلته عليه فاستكتمه ما كان في الكتاب ثم خرج فلحقته فقلت أخبرني ما كان في الكتاب قال إن أمير المؤمنين يستكتمني وأنا أخبرك فلم أزل ألح عليه حتى أخبرني قال إني كنت صاحب صلاة بالليل فصليت ما قدر لي ثم نمت فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كيف صاحبكم هذا أو أميركم هذا فقلت يا رسول الله ما ولينا خليفة ثقة مثله قال إن ليس من خلفاء الله ولكنه أمير المؤمنين هل أنت مبلغه عني ثلاثا إن فعلهن فقد ضبط وإلا فقد ضيع ولم يصنع شيئا أصحاب القبالات يأكلون الربا والعرفاء يأخذون أموال اليتامى
(١٨٣)