تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤٢٨
بكر بعده فأحسنت صحبته وفارقك وهو عنك راض ثم صحبت المسلمين من بعدهما فأحسنت صحبتهم فتفارقهم إن شاء الله إن فارقتهم وهم عنك راضون قال أما ما ذكرت من صحبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنما كان ذلك منا من الله من به علي وإن الذي جرى من صحبتكم فلو أن لي ما على الأرض من شئ لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد الأديب أنا محمد بن بشر بن العباس أنا أبو لبيد محمد بن إدريس نا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن داود هو ابن أبي هند عن الشعبي قال دخل ابن عباس على عمر حين طعن فقال أبشر بالجنة اللهم أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين خذله الناس وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنك راض ولم يختلف في خلافتك اثنان وقتلت شهيدا فرفع رأسه إليه فقال كيف قلت أعد علي فأعاد عليه ثم قال أما والله إن المغرور لمن غررتموه والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس من صفراء أو بيضاء لافتديت به من هول المطلع (1) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل أنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال لما شرب عمر اللبن فخرج من طعنته قال الله أكبر وعنده رجال يثنون عليه فنظر إليهم فقال إن من غررتموه لمغرور لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها لو كان لي اليوم ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع قال ونا ابن أبي الدنيا نا إسحاق نا جرير عن حصين عن عمرو بن ميمون قال لما طعن عمر دخل عليه رجل شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله قد كان لك من القدم في الإسلام والصحبة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قد علمت ثم استخلفت فعدلت ثم الشهادة فقال يا ابن أخي لوددت أني تركت كفافا لا علي ولا لي قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني الحسن بن الصباح نا شبابة بن سوار حدثني المبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال

(1) بعدها في م و " ز ": آخر الجزء السبعين بعد الثلثمائة من الأصل وهو آخر المجلد السابع والثلاثين.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»