تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٢٩
بينما عمر بن الخطاب يمشي ذات يوم في بعض أزقة المدينة إذا صبية بين يديه تقوم مرة وتقع (1) أخرى فقال يا بؤسها من لهذه فقال ابن عمر هذه إحدى بناتك يا أمير المؤمنين قال فما لها قال منعتها ما عندك قال أفعجزت إذ منعتها ما عندي أن تكسب عليها كما يكسب الأقوام على بناتهم والله ما لك عندي إلا ما لرجل من المسلمين وبيني وبينك كتاب الله قال الحسن فخصمه والله أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (2) أنا عارم بن الفضل نا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن عمر بن الخطاب رأى جارية تطيش هزالا فقال عمر من هذه الجارية فقال عبد الله هذه إحدى بناتك قال وأي بناتي هذه قال ابنتي قال ما بلغ بها ما أرى قال عملك لا ينفق عليها فقال إني والله ما أعول (3) من ولدك (4) فاسع على ولدك أيها الرجل قال وأنا ابن سعد (5) أنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر قال أرسل إلي عمر يرفأ فأتيته وهو في مصلاه عند الفجر أو عند الظهر قال فقال والله ما كنت لأرى هذا المال يحل لي من قبل أن إليه إلا بحقه وما كان قط أحرم علي منه إذ وليته فعاد أمانتي (6) وقد أنفقت عليك شهرا من مال الله ولست بزائدك ولكني معينك بثمن (7) مالي بالغابة (8) فأجدده فبعه ثم ائت رجلا من قومك من تجارهم فقم إلى جنبه فإذا اشترى شيئا فاستشركه فاستنفق وأنفق على أهلك أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي بن السراج قالا أنا أبو الحسن

(١) عند ابن المبارك: وتقعد أخرى.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢٧٧.
(٣) في ابن سعد: فاغرك.
(٤) في ابن سعد: فأوسع.
(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / 277.
(6) بالأصل: " امامي " وفي م: " أماني " والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي ابن سعد: بثمر.
(8) الغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لأهل المدينة. وقيل هو على بريد من المدينة (معجم البلدان).
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»