تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٤٤٤
قريش رجلا فيوليه أمر الأمة فلا يكون فيه إساءة لمن بعده إلا لحقت عمر في قبا فاختار منا ستة أنا فيهم لنختار للأمة رجلا منا فلما اجتمعنا وثب عبد الرحمن فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقنا على أن يختار من الخمسة رجلا فيوليه أمر الأمة فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عثمان فبايعه ولقد عرض في نفسي عند ذلك فلما نظرت في أمري فإذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت وسلمت فكنت أغزو إذا أغزاني واخذ إذا أعطاني فلما قتل عثمان نظرت في أمري فإذا الربقة التي كانت لأبي بكر وعمر في عنقي قد انحلت وإذا العهد لعثمان قد وقيت به وإذا أنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعو ولا طلبة فوثب فيها من ليس مثلي يعني معاوية لا قرابته كقرابتي ولا علمه كعلمي ولا سابقته كسابقتي وكنت أحق بها منه قالا صدقت فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين يعنيان طلحة والزبير صاحباك في الهجرة وصاحباك في بيعة الرضوان وصاحباك في المشورة قال بايعاني بالمدينة وخلعاني بالبصرة ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه ولو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقاتلناه قال أبو بكر سمعت الشيخ الإمام أبا الطيب سهل بن محمد الصعلوكي وهو يذكر ما يجمع هذا الحديث من فضائل علي رضي الله عنه ومناقبه ومراتبه ومحاسنه والآلاف من (1) صدقه وقوة دينه وصحة يقينه قال ومن مختارها أنه لم يدع ذكر ما عرض له فيما أجرى عليه عبد الرحمن وإن كان يسيرا حتى قال لقد عرض في نفسي عند ذلك وفي ذلك ما يوضح أنه لو عرض له في أمر أبي بكر وعمر شئ واختلف له فيه سره وعلانية لصرح به أو نبه عليه بتعريض كما فعل فيما عرض له عند فعل عبد الرحمن ما فعل أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا محمد بن بشر أنا محمد بن إدريس نا سويد بن سعيد نا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد بن أبي الجعد قال سئل جابر بن عبد الله عن قتال علي فقال ما يشك في قتال علي إلا كافر أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر الفقيه أنا أبو محمد الحافظ قال سمعت أبا عروبة السلمي يقول

(١) بالأصل وم و (ز): (والالان) وفي المطبوعة: والآن.
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / 292 طبعة دار الفكر - بيروت.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»