تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٢٢٧
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكون ويتضرعون إليه ويقولون يا رسول الله إنما تنحينا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله فرضي عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك فقال أبو بكر يا رسول الله استغفر لنا جميعا فقال لهم أبشروا فوالذي نفسي بيده ليدخلن الجنة من أصحابي سبعون ألفا بغير حساب ومع كل ألف سبعون ألفا ومن بعدهم مثلهم أضعافا قال أبو بكر يا رسول الله زدنا وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في موضع رمل فحفن (1) بيديه من ذلك الرمل ملأ كفيه ثم قال هكذا قال أبو بكر زدنا يا رسول الله ففعل مثل ذلك ثلاث مرات فقال أبو بكر زدنا يا رسول الله فقال عمر ومن يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعد ثلاث حثيات من الرمل من الله فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال والذي نفسي بيده ما يفي بهذا أمتي حتى يوفي عدتهم من الأعراب [* * * *] أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود المعدل عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا مطلب بن شعيب نا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن بكر بن سوادة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل بخم فتنحى الناس عنه ونزل معه (2) علي بن أبي طالب فشق على النبي (صلى الله عليه وسلم) تأخر الناس عنه (3) فأمر عليا ليجمعهم فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد على ابن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عني حتى خيل إلي أنه ليس من شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال لكن علي بن أبي طالب أنزله مني بمنزلتي عنده فرضي الله عنه كما أنا راض عنه فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا ثم رفع يديه فقال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فابتدر الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكون ويتضرعون ويقولون والله يا رسول الله ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله فرضي عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك [* * * *] أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين نا سليمان بن أحمد الحافظ نا محمد بن إسحاق

(1) حفن الشئ حفنا: أخذه بكلتا يديه والحفنة بالضم: ملء الكفين.
(2) الأصل: عنه تصحيف.
(3) من قوله: ونزل معه.. إلى هنا سقط من م.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»