تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ١٩٥
بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس فأخذ منه جارية فأصبح ورأسه يقطر فقال خالد لبريدة أما ترى ما صنع هذا قال وكنت أبغض عليا قال فذكرت ذلك لرسول الله فقال يا بريدة أتبغض عليا قال قلت نعم قال فأحبه فإن له في الخمس أكثر من ذلك [* * * *] أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر السمسار قالا أنا إبراهيم بن عبد الله نا لحسين بن إسماعيل نا أبو حاتم الرازي نا لحسن بن عبد الله بن حرب نا عمرو بن عطية عن عطية حدثني عبد الله بن بريدة أن أباه حدثه أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) بعث خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب فقال لهما إن كان قتال فعلي عليكم وإنه فتح عليهم وذلك قبل اليمن فأصابوا سبيا فانطلق علي إلى جارية حسناء وأخذها ليبعث بها إلى رسول الله فأبى (1) عليه خالد بن الوليد وقال لا بل أنا أبعث بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما سمعه انطلق خالد فبعث بريدة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال بريدة أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يغشل رأسه فنلت (2) من علي عنده وكان (3) إذا قعدنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم نرفع إليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مه يا بريدة بعض قولك قال بريدة فرفعت بصري إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا وجهه يتغير فلما رأيت ذلك قلت أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قال بريدة والله لا أبغضه أبدا بعد الذي رأيت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي نا يحيى بن سعيد نا عبد الجليل (5) قال انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز وابنا (6) بريدة فقال عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال أبغضت عليا بغضا لم أبغضه (7) أحدا قط قال وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه علي (8) قال فبعث ذاك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه

(١) الأصل: (فأتى) وبدون إعجام في م ولعل المثبت هو الصواب قارن مع المطبوعة.
(٢) الأصل: (فقلت) واللفظة غير واضحة في م. ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) كذا بالأصل وم وسقطت اللفظة من المطبوعة.
(٤) مسند أحمد بن حنبل ٩ / ١٣ رقم ٢٣٠٢٨. ط دار الفكر - بيروت.
(٥) هو عبد الجليل بن عطية القيسي أبو صالح البصري ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / 30.
(6) كذا بالأصل وم و (ز) والمطبوعة وفي المسند: وابن بريدة.
(7) في المسند: لم يبغضه أحد قط.
(8) كذا بالأصل وم و (ز) وفي المطبوعة: عليا.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»