تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٢٦
محمد بن عبد الرحمن أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال (1) فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه ودعا إلى الله ورسوله وكان أبو بكر رجلا مألفا (2) لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بما كان فيها من خير أو شر وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال [قومه] (3) يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته (4) وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه فأسلم على يديه فيما بلغني الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فانطلقوا ومعهم أبو بكر فانطلقوا حتى أتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن وأنبأهم بحق الإسلام وبما وعدهم الله من الكرامة فآمنوا وأصبحوا مقرين بحق الإسلام فكان هؤلاء النفر الثمانية يعني مع علي وزيد بن حارثة الذين سبقوا إلى الإسلام فصلوا وصدقوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآمنوا بما جاء من عند الله تعالى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين (5) بن الفهم أنا محمد بن سعد (6) أنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (7) عن أبيه قال لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال نزعت (8) عن ملة آبائك إلى دين محدث والله لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن

(1) الخبر في سيرة ابن هشام 1 / 266 - 267 وسيرة ابن إسحاق رقم 179 ص 120 - 121.
(2) كذا بالأصل وم والمصادر، وفي المطبوعة: مؤالفا.
والمألف: الذي يألفه الإنسان.
(3) الزيادة عن م والمصادر.
(4) كذا بالأصل وم والمصادر، ولعله: وتجاريه.
(5) الأصل: الحسن، والتصويب عن م.
(6) طبقات ابن سعد 3 / 55.
(7) بالأصل: التميمي، والمثبت عن م وابن سعد.
(8) عند ابن سعد: أترغيب.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»