منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه فبكى النبي (صلى الله عليه وسلم) وبكى جبريل لبكائه فقال تبكي وفي حديث الأكفاني أتبكي يا محمد وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا ولم بكيت يا جبريل وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه [7148] فقال أخاف أن ابتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت فهو الذي منعني من اتكالي على منزلتي عند ربي فأكون قد أمنت مكره زاد زاهر والمروزي فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء ان يا جبريل ويا محمد ان الله قد أمنكما أن تغضباه فيعذبكما وقالوا وقد بلغني يا أمير المؤمنين ان عمر بن الخطاب قال اللهم إن كنت تعلم اني لا أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على من مال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني (1) طرفة عين يا أمير المؤمنين ان أشد الشدة القيام لله زاد الأكفاني بحقه وان أكرم الكرم عند الله التقوى وإنه من طلب العز في طاعة الله رفعه الله وأعزه ومن طلبه بمعصية الله أذله الله ووضعه وهذه وقال الأكفاني هذه نصيحتي والسلام زاد زاهر والمروزي عليك وقالوا ثم نهضت وقال الأكفاني قال الأوزاعي ثم نهضت فقال لي أين فقلت إلى البلد والوطن بإذن أمير المؤمنين وقال الأكفاني بإذن الله وأذن أمير المؤمنين إن شاء الله قال وقد أذنت لك وشكرت لك نصيحتك وقبلتها بقبولها والله الموفق وقال زاهر هو الموفق للخير والمعين عليه وبه أستعين وعليه أتوكل وهو حسبي ونعم الوكيل فلا تخلني من مطالعتك وقال الأكفاني بمطالعتك إياي بمثلها فإنك المقبول القول غير المتهم في النصيحة قلت أفعل إن شاء الله قال محمد بن مصعب فأمر له بمال يستعين به على خروجه فلم يقبله وقال إنا في غناء وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده قال الحاكم هذا حديث غريب تفرد به أبو (2) جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح الأديب (3) وهو مقدم في أصحاب الأصمعي يلقب بأبي العصيدة حدث عنه يحيى بن محمد بن صاعد وغيره من الأئمة أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد انا أبو الفرج سهل بن بشر انا أبو
(٢١٨)