أمير المؤمنين وما حدثته (1) قال فما بال مكيال (2) تكتال به وتكتل للناس بغيره قال مكيال اكتل به قوت أهلي وأرزاق دوابي وما كلت به لأحد وما اكتلت به من أحد قال ضبة وصادقا والله فوالله ما كذبه أمير المؤمنين وما كذبته قال فما بال قصعة عقيلة الغادية الرائحة قال فسكت ولم يعتذر منها بشئ قال فقال عمر لوفده أنشد الله رجلا أكل منها بشئ قال فسكت القوم ثم عاد ثلاث مرات قال فقال وكيع بن قشير التيمي قبح الله تلك القصعة فإني أخالنا قد أصبنا منها قال فقال عمر لا جرم والذي نفسي بيده لا ترى عقيلة العراق ما دمت أملك شيئا فاحتسبها عنده قال فذكرت هذا لأبي بردة فقال إلا أحدثك بنحو من هذا خرج أبو موسى على خمسة أبعرة بعضها بختي (3) خرج وافدا إلى عمر قال ومعه فتاه فلان المولد كان سافر به قال فأوقر البختي دقيقا وسويقا حتى دبر (4) قال وكان عمر ممن إذا قدم وافدا عليه أبو موسى ففرغ مما يشاكله (5) يقول له اعرض علي ظهرك الذي جئت عليه قال فربما قال اغز به في سبيل الله فيفعل قال فلما دبر البختي قال فتى أبي (6) موسى له يا أبا موسى لا تعرض هذا البختي على عمر فيما تعرض فوالله لئن رأى ما به لتنالن عنده نالة أبدا قال أبو بردة فما أدري انسي وصية فتاه أو تأثم أن يكتمه عمر حتى سأله أمير المؤمنين قال فعرضه فيما يعرض قال فتنبهت عينا عمر إليه فدعا به فإذا به دبرة قال فدعا بإناء فيه ما فجعل يغسل عنه بيديه (7) حتى أنقاها ثم دعا بذرور (8) فجعل يكنز بها دبرة البعير ثم قال من ربى بختيك هذا يا أبا موسى قال فتاي فلان قال لا جرم والذي نفسي بيده لا يرى العراق ما دمت أملك شيئا قال أبو بردة فما رأت (9) عقيلة ولا فتاه العراق حتى قبض عمر قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي
(٧٩)