أفواجا) قال يا معاذ لقد سألتني عن أمر عظيم وبكى حتى ظننت أني قد أسأت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم أقبل علي فقال يا معاذ هل تدري عمن سألت قلت اخبرني يا رسول الله عن قوله " فتأتون أفواجا " قال إنك أول من سألني عنها إذا كان يوم القيامة تجزأ أمتي عشرة أجزاء يحشرون على عشرة أفواج صنف على صورة القردة وصنف على صورة الخنازير وصنف على صورة الكلاب وصنف على صورة الحمير (1) وصنف على صورة الذر وصنف على صورة البهائم وصنف على صورة السباع وصنف يحشرون على وجوههم وصنف ركبان وصنف مشاة فأما الذين يحشرون على صورة القدرة فهم قوم من هذه الأمة يسمون القدرية (2) قلت يا رسول الله وما علاماتهم وقولهم قال يا معاذ انهم مشركو أمتي يزعمون أن الله تعالى قدر بعض الأشياء ولم يقدر بعضها وإن المعاصي ليست بمخلوقة أولئك مشركو هذه الأمة يعذبهم الله تعالى في النار على صورة القردة قال قلت يا رسول الله فمن هؤلاء الذين يحشرون على صورة الخنازير قال يا معاذ أولئك آفة وأهل الإسلام وهلاك الدين المكذبين بما جئت به قلت من هم قال يسمون بالمرجئة قلت يا رسول الله وما علاماتهم وقولهم قال يا معاذ يزعمون الإيمان قول لا يضرهم مع القول كثرة المعاصي كما لا ينفع وأهل الشرك كثرة من صالح الأعمال أولئك يعذبهم الله عز وجل في النار مع هامان في صورة الخنازير قلت يا رسول الله فما الصنف الذي يحشرون على صورة الكلاب قال يا معاذ أولئك قوم من أهل الدعوة مرقوا من الدين واستحلوا دماء أمتي واستباحوا حريمهم وتبرأوا من أصحابي يسمون بالحرورية أولئك كلاب النار ثلاثا لو قسم عذابهم على الثقلين لأوسعهم لهم في الدنيا نباح كنباح الكلاب قلت يا رسول الله فما الصنف الذين يحشرون على صورة الحمير (1) قال صنف من هذه الأمة يسمون الرافضة قلت يا رسول الله فما علامتهم قال إنهم مشركون ينتحلون حبنا ويتبرأون من أبي بكر وعمر ويشتمونهما لهم نبز (3) لا يرون جمعة ولا جماعة أولئك في النار شر مكانا قلنا يا رسول الله أليس هذه (4) الأصناف مؤمنون قال يا معاذ ما نفعهم ايمانهم شيئا إذا تركوا الإيمان وخالفوا ما جئت به أولئك لا تنالهم شفاعتي قلت يا رسول الله فما الصنف الذين
(٣٨٤)