بذلك إذ عثر بنا (1) القاضي أبو محمد عبد الله راكبا وأخذ أولاده معه فسلمنا عليه فلما ولى قال أبو حاتم يا مولاي تقول " نحن قسمنا بينهم " (2) ما هذه القسمة هذا رجل شيخ وأنا كذلك وله ولد ولي ولد هو غني وولده جميل وأنا فقير وولدي خالفه (3) قال والقاضي يسمع ذلك فلم يتكلم ومضى فلما عاد قال إذا كان غدا ائتني يا شيخ قال ففرقنا من ذلك وصعب علينا وخفناه (4) فلما أصبح ابعث (5) رسولا استدعى والدي (6) فلما دخل عليه أخرج لأبي حاتم ثوبين وعمامتين وخمسة دنانير فدفعها إليه وكتب له رقعة إلى الوكيل بجرة عسل وحرة زيت وحنطة وسكر ثم قال رضيت يا شيخ قال لا والله يا سيدي ما هذه قسمة قال فكلما فرغ عرفني به حتى أجدده لك رضيت الآن قال أما إذا كان الأمر هكذا فنعم أو نحو هذا من الكلام الذي ذكره أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن الكتاني قال وفي يوم الجمعة الرابع من شوال سنة خمسين وأربع مائة ورد الخبر بوفاة القاضي عين الدولة أبي محمد عبد الله بن علي بن علي (7) بن عياض المعروف بابن أبي عقيل حدث (8) عن أبي الحسين محمد بن أحمد جميع الصيداوي أثنى عليه الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ رحمه الله حدث بدمشق بجزء من هذه الفوائد التي خرجها له في سنة ست وأربعين وأربع مائة سمعناه منه وذكر غيره أن وفاته كانت فجأة بالربب (9) بين عكا وصور يوم الأربعاء لاثني عشرة من ذلك سنة أربعمائة
(٧٣)