تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٤٢٥
عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أنها قالت إن أبا بكر الصديق نحلها حاد (1) عشرين وسقا من ماله بالعالية فلما حضرته الوفاة قال والله يا بنية ما من الناس أحد أحب إلي غنى بعدي منك ولا أعز علي فقرا بعدي منك وإني كنت نحلتك حاد وعشرين وسقا فلو كنت جددتيه واخترمتيه كان لك وإنما هو اليوم مال الوارث وإنما هو أخواك وأختاك فاقتسموه على كتاب الله فقالت عائشة والله يا أبت لو أنه كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء فمن الأخرى قال ذو بطن ابنة خارجة أراها جارية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله بن أخي ميمي أنا يحيى بن محمد بن صاعد نا أبو هشام الرفاعي نا يحيى بن آدم عن مفضل عن ابن مهلهل عن منصور عن أبي وائل عن مسروق قال لما حضر أبو بكر أرسل إلى عائشة وهي تقضي قالت فقلت هذا ما قال الشاعر * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر (2) قال أفلا قلت كما قال الله تعالى " وجاءت سكرة الموت بالحق " (3) يا بنية إني كنت قد شل (4) إذ نحلتك وإنما يرثني ولدي أنت وأخوتك فإن أنت رأيت أن تأخذيه بصاع أو صاعين وتردين سائره في الميراث قالت أفعل أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا بشر بن موسى نا أبو عبد الرحمن المقرئ نا سعيد بن أبي أيوب أخبرني جعفر بن ربيعة عن مجاهد بن وردان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها كانت عند أبي بكر الصديق حين حضرته الوفاة فتمثلت بهذا البيت * من لا يزال دمعه مقنعا * يوشك أن يكون مره مدفوقا * فقال لها أبو بكر لا تقولي هكذا يا بنية ولكن قولي " جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " ثم قال لها في كم كفن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا بنية قالت في

(1) كذا بالأصل وم؟.
(2) عجز بيت لحاتم الطائي انظر ديوانه وصدره فيه:
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى.
(3) سورة ق، الآية:: 19.
(4) كذا رسمها بالأصل وم.
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»