تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣٣٦
أنفسكم في الموتى واصبروا فإن العمل كله بالصبر واحذروا والحذر ينفع واعملوا والعمل يقبل واحذروا ما حذركم الله من عذابه وسارعوا فيما وعدكم الله من رحمته وافهموا أو تفهموا واتقوا أو توقوا فإن الله قد بين لكم ما أهلك به من كان قبلكم وما نجى به من نجى قبلكم قد بين لكم في كتابه حلاله وحرامه وما يحب من الأعمال وما يكره فإني لا ألوكم ونفسي والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله واعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالكم فربكم أطعتم وحظكم (1) حفظتم واغتبطتم وما تطوعتم به لمدتكم فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا سلعكم وتعطوا قرابتكم لحين فقركم وحاجتكم إليها ثم تفكروا عباد الله في إخوانكم وصحابتكم الذين مضوا قد وردوا على ما قدموا عليه وحلوا في الشقاء والسعادة فيما بعد الموت وإن الله ليس له شريك وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرا أو لا يصرف (2) عنه سوءا إلا بطاعته واتباع امره فإنه لا خير في خير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلوات (3) الله على نبيكم (صلى الله عليه وسلم) والسلام عليه ورحمة الله وبركاته أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا أبي عن ابن (4) عيينة قال كان أبو بكر الصديق إذا عزى رجلا قال ليس مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة الموت أهون ما قبله وأشد ما بعده اذكروا فقد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تصغر (5) مصيبتكم وأعظم الله أجركم أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو حفص بن شاهين نا عبد الله بن سليمان نا علي بن حرب نا دلهم بن يزيد نا العوام بن حوشب نا عمر بن إبراهيم عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان (6) وكانت له صحبة قال قال علي بن أبي طالب الذي جاء بالحق كذا قال محمد وصدق به أبو بكر الصديق هكذا قال الحق ولعلها قراءة لعلي (7)

(١) عن م وبالأصل: حفظكم.
(٢) في م: ولا يصرف.
(٣) بالأصل: وصلوا والله، والصواب عن م.
(٤) عن م وبالأصل: أبي عيينة.
(٥) عن م وبالأصل: يصغر.
(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ٢٥٦.
(٧) انظر حديث أسيد بن صفوان بطوله في أسد الغابة ١ / 110.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»