تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ١٠٨
معرض عني والله ما أبالي أن لا أعيش في الدنيا ساعة وأنت معرض عني فقال أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه إني جئتكم جميعا فقلتم كذبت وقال صاحبي صدقت ثم قال هل أنتم تاركي وصاحبي ثلاث مرات [* * * *] أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد وأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء نا أبو منصور (1) محمد وأبو عبد الله أحمد ابنا الحسين (2) بن سهل بن خليفة نا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام نا أبو الحسن (3) علي بن حرب الطائي نا المحاربي عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال استطال أبو بكر ذات يوم على عمر فقام عمر مغضبا فقام أبو بكر فأخذ بطرف ثوبه فجعل يقول ارض عني واعف عني عفا الله عنك حتى دخل عمر الدار وأغلق الدار دون أبي (4) بكر ولم يكلمه فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فغضب لأبي بكر فلما صلى الظهر جاء عمر فجلس بين يديه فصرف النبي (صلى الله عليه وسلم) وجهه عنه فتحول يمينا فصرف وجهه عنه ثم تحول عن يساره فصرف وجهه عنه فلما رأى ذلك ارتعد وبكى ثم قال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أرى إعراضك عني وقد علمت أنك لم تفعل هذا إلا لأمر قد بلغك عني موجدة (5) علي في نفسك وما خير حياتي وأنت علي ساخط والذي بعثك بالحق ما أحب أن أبقى في الدنيا وأنت علي ساخط وفي نفسك علي شئ فقال أنت القائل لأبي بكر كذا وكذا ثم يعتذر إليك فلا تقبل منه ثم قام النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إن الله عز جل بعثني إليكم جميعا فقلتم كذبت وقال صاحبي صدقت فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي ثلاثا فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا (6) علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما (6) فقام أبو بكر فقال والله لأنا بدأته ولأنا كنت أظلم فأقبل عمر على أبي بكر فقال ارض عني رضي الله عنك فقال أبو بكر يغفر الله لك فذهب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضبه

(1) بالأصل: " أبو منصور بن محمد " خطأ. والصواب عن م.
(2) في م: الحسن.
(3) عن م وبالأصل: أبو الحسين.
(4) عن م وبالأصل: أبو.
(5) كذا بالأصل وم.
(6) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»