قريش غير مدافع قال وتكلمت (1) الأنصار فقالت أبت الطلقاء إلا عداوة فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال أبا عبد الرحمن ق عرضك ودار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت فأفشى فيهم الصلات والكساء فأثنوا عليه فقال له عثمان انصرف إلى عملك قال فانصرف (2) والناس يقولون قال ابن عامر وفعل ابن عامر فقال ابن عمر إذا طابت المكسبة زكت النفقة ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم فتقدم فافتتح بست وما يليها ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحها (3) جميعا وبعث بالغنائم إلى ابن عامر قالوا ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئا شيئا من خراسان حتى افتتح هراة وبوشنج وسرخس وأبرشهر والطالقان والفارياب وبلخ فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وزمن عثمان ولم يزل ابن عامر على البصرة وهو سير عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشام فأمر عثمان بن عفان وهو أول (4) من اتخذ السوق للناس بالبصرة اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا وهو أول من لبس الخز بالبصرة لبس جبة دكناء فقال الناس الأمير جلد دب ثم لبس جبة حمراء فقالوا لبس الأمير قميصا أحمر وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين وسقى الناس الماء فذلك جار إلى اليوم فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما اشترطوا عليه أن يقر ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم وصلته هذا الحي من قريش فلما نشب (5) الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلا فقالوا ما الخبر قالوا قتل عدو الله نعثل وهذه خصلة من شعره فحمل عليه زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله فكان أول مقتول قتل (6) في دم عثمان ثم رجع مجاشع إلى البصرة فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت
(٢٦١)