إذا ارعوى عاد إلى جهله * كذي الضنى (1) عاد إلى نكسه * قال بلى يا أمير المؤمنين قال فأنت لا تترك أخلاقك ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر ويقال إن المهدي أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فأحضره المهدي وقال أنت القائل هذه الأبيات قال لا والله يا أمير المؤمنين والله ما أشركت بالله طرفة عين فاتق الله تعالى ولا تسفك دمي على الشبهة وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ادرءوا الحدود بالشبهات [* * * *] وجعل يتلو عليه القرآن حتى رق له وأمر بتخليته فلما ولي قال أنشدني قصيدتك السينية فأنشده حتى بلغ البيت الذي أوله * والشيخ لا يترك أخلاقه فأمر به حينئذ فقتل ويقال أنه كان مشهورا بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات وشعره كله (2) أمثال وحكم وآداب قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال وقال أبو الفضل أحمد بن طاهر البغدادي حدثني قريش الختلي أن المهدي أمير المؤمنين دعاه يوما فأمره بالمسير على البريد إلى دمشق وكتب لي عهدا أنه أمير كل بلد يدخل حتى يخرج منه وأمره إذا دخل دمشق يأتي حانوتا من الحوانيت إما عطارا وإما قطانا وأنه يلقى في ذلك الحانوت رجلا كثير الجلوس فيه أشيب بأصل الخطاب يقال صالح بن عبد القدوس وأنه مضى على مركبه من البريد حتى دخل دمشق ثم ورد على باب الحانوت فإذا الرجل فيه وكان أعد له أقيادا فنزل إليه فأخذ بثلاثته وأخرج عهده فقرأه على الناس فخلوا بينه وبينه وسمر الحديد في رجليه ثم حمله معه على البريد من ساعته حتى قدم به مدينة السلام وكان المهدي بعيساباذ (3) فمضى إليها وأرسل إلى المهدي يخبره وقدومه بالرجل فأمر فأدخله عليه قال له أنت صالح بن عبد القدوس قال نعم يا أمير المؤمنين أنا صالح قال فزنديق قال لا ولكني رجل شاعر أفسق في شعري فقال اله (4) أمره فالتوى
(٣٤٧)