بئرها فعميت أروى وجاء سيل فأبدى عن ضفيرتها وحقها (1) خارجا من حق سعيد فجاء سعيد إلى مروان فقال له أقسمت عليك لتركبن معي ولتنظرن إلى ضفيرتها وحقها فركب مروان معه وركب الناس معه حتى نظروا إليها قالوا وإن أروى خرجت في بعض حاجتها بعدما عميت فوقعت في البئر فماتت قال إبراهيم بن حمزة وسمعت عبد العزيز بن أبي حازم يقول سألت أروى سعيدا أن يدعو لها وقالت إني ظلمتك فقال لا أرد على الله شيئا أعطانيه قال وكان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض فيقول أعماك الله عمى أروى يريدونها ثم صار أهل الجهل يقولون أعماك الله عمى الأروى يريدون الأروى التي بالجبل يظنونها شديدة العمى (2) أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي نا محمد بن عبيد الله بن المنادي نا يونس بن محمد نا ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال جاءت أروى بنت أويس (3) إلى أبي محمد بن عمرو بن حزم فقالت يا أبا عبد الملك إن سعيد بن زيد قد بنى ضفيرة في حقي فائته فكلمه أن ينزع من حقي فوالله إن لم يفعل لأصيحن به في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لها لا تؤذي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما كان ليظلمك وما كان ليأخذ لك حقا فخرجت فجاءت عمارة بن عمرو وعبد الله بن مسلمة فقالت لهما ائتيا سعيد بن زيد فإنه ظلمني وبنى في حقي فوالله لئن لم ينزع لأصيحن به في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجا حتى أتياه في أرضه بالعقيق فقال لهما ما أتى بكما قالا جاءتنا أروى بنت أويس فزعمت أنك بنيت في حقها وحلفت بالله لئن لم تنزع لأصيحن (5) به في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأحببنا أن نأتيك ونذكرك فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(٨٦)