فانتهى إليه سعد فسلم عليه وقال ما يبكيك أبا عبد الله قال وما لي لا أبكي وقد سمعت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يكفيك من الدنيا كزاد الراكب وأرى عليك قميصا سنبلانيا وأنت على حمار فقال له سعد أوصني يا أبا عبد الله قال أذكر ربك عند حكمك إذا حكمت واذكر الله عند قمسك إذا قسمت واتق الله في همك إذا هممت قال ثم قال الحسن حلما حكما (1) وفي نسخة أخرى علما ثم قال اتق الله يا ابن آدم في همك فإن كان هم خير فامضه وإن كان هم شر فدعه [* * * *] أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن صفوان نا عبد الله بن أبي الدنيا نا شريح وإسحاق بن إسماعيل قالا نا هشيم عن منصور عن الحسن قال لما حضرت سلمان الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك يا أبا عبد الله وأنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما أبكي جزعا على الدنيا ولكن عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلينا عهدا فتركنا عهده عهد إلينا أن تكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب فلما مات نظر فيما ترك فإذا قيمته ثلاثون درهما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل نا هشيم أنا منصور بن زاذان عن الحسن قال لما حضر سلمان بكى فقالوا ما يبكيك وأنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما أبكي أسفا على الدنيا ولا رغبة فيها ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلينا عهدا فتركناه قال ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب قال فبلغ ما ترك بعضا (2) وعشرين أو بضعا (3) وثلاثين درهما [* * * *] أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن النقور أنا
(٤٥٤)