وجدت هذا من حديث سلمان فقال حدثت عن سلمان أن صاحب عمورية قال لسلمان حين حضرته الوفاة ائت غيضتين من أرض الشام فإن رجلا يخرج من إحداهما إلى الأخرى في كل سنة ليلة يعترضه ذوو الأسقام فلا يدعوا لأحد به مرض إلا شفي فسله عن هذا الدين الذي تسألني (1) عنه عن الحنيفية دين إبراهيم فخرجت حتى أقمت بها سنة حتى خرج تلك الليلة من إحدى الغيضتين إلى الأخرى وإنما كان يخرج مستجيرا (2) فخرج وغلبني عليه الناس حتى دخل في الغيضة التي يدخل فيها حتى ما بقي منه إلا منكبه فأخذت به فقلت رحمك الله الحنيفية دين إبراهيم فقال إنك لتسأل عن شئ ما سأل عنه الناس اليوم قد أظلك شئ يخرج عند هذا البيت بهذا الحرم ويبعث بسفك الدم فلما ذكر ذلك سلمان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد رأيت حواري (3) عيسى بن مريم [* * * *] أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله أنا الحسين بن يحيى بن عياش نا الحسن بن محمد بن الصباح نا عمرو بن محمد العنقزي أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال كان أبي من الأساورة فأسلمني الكتاب فكنت اختلف وكان معي غلامان فكانا إذا رجعا دخلا على قس (4) أو راهب فدخلت معهما فقال لهما الراهب ألم أنهكما أن تدخلا علي أحدا أو تعلما بي أحدا فكنت أختلف حتى كنت أحب إليه منهما فقال لي يا سلمان أني أريد أن أخرج من هذه الأرض قال قلت له فأنا معك فأتى قرية فنزلها وكانت امرأة تختلف إليه قال فلما حضر قال يا سلمان احفر عند رأسي فحفرت فاستخرجت جرة من دراهم فقال ضعها على صدري فجعل يضرب بيده على صدره ويقول ويل للقثابين (5) قال ومات فاجتمع القسيسون والرهبان وهممت أن أحمل
(٣٩٠)