أمه (1) والشوك لا يجتنى منه العنب (2) قال لا بل أشبهت أمك عليها لعنة الله قال والله ما كانت بأردأ من زوجها قال ما أحوجك إلى أدب جيد قال أحوج مني إليه من أدبني قال لقد كنت حريصا على صلاحك دهري قال فوالله يا أبة ما أتيت من عجز ولكن الله سبحانه أعطاك على قدر نيتك قال لقد ساءت حالك منذ تركت الدعاء لك وأقبلت على الدعاء عليك قال مادح نفسه (3) يقرئك السلام قال دعني من هذا فوالله لأستقبلن من أمرك ما كنت له مضيعا قال إذا والله لا يترد (4) في بيتك إلا الريح قال والله ما جرأك على هذا أحد غيري قال فلم إذا نفسك ولا تلمني قال ويحك ما تستحي مني قال ما أحسن الحياء في مواضعه (5) قال والله لقد اجتمعت فيك خلال رديئة قال فضل رداءتك يا أبة قال أبوك الشيطان الرجيم قال قل لنفسك ما شئت قال لقد دفنت أخاك ساعة ولدت قال أعجبني كثرة أعمامي يا مبارك قال والله إنك لمغيظي بجوابك قال من تكلم أجيب ومن سكت سلم قال ويلك قم عني قال إن أعفيتني عن معاتبتك قمت قال ما يزداد كلامك إلا غلظا قال والله ما يقصر عن الجواب إلا أحمق قال إخسأ ويلك يا كلب قال الكلب لا يلده إلا كلب قال ليس شئ أحسن من السكوت عنك قال إذا لا يدعك كثرة فضولك قال قم فوالله ما أراك تصلح أبدا قال فقام وهو يقول وكيف يصلح من أنت أبوه قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبي الفضل محمد بن ناصر بن علي الحافظ قلت لهما أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبال سنة ثمان عشرة وأربعمائة يعني مات أبو الحسن أحمد بن محمد بن مرزوق ليلة الجمعة السابع من ذي القعدة حضرت جنازته
(٤٤٧)