مريم نا أسد بن موسى نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة نا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى نا عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت متنحيا فقصد إليه فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة فقالت (1) يا عبد الله إنما أنا امرأة وليس معي أحد فعليكما بعظيم الحي إن أردتما القرى قال فلم يجبها وذلك عند المساء فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها فقالت له يا بني انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين الرجلين فقل لهما تقول لكما أمي اذبحا هذه وكلا وأطعمانا فلما جاء قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) انطلق بالشفرة وجئني بالقدح قال إنها قد غربت وليس لها لبن قال انطلق (2) فانطلق فجاء بقدح فمسح النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرعها ثم حلب حتى ملأ القدح ثم قال انطلق إلى أمك فشربت حتى رويت ثم جاء به فقال انطلق بهذه وجئني بأخرى ففعل بها ذلك ثم سقا الغلام ثم جاء بالأخرى ففعل بها كذلك ثم سقا أبا بكر ثم جاء بأخرى ففعل بها كذلك ثم شرب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا فكانت تسميه المبارك وكثرت غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة فمر أبو بكر فرآه ابنها فعرفه فقال يا أمه إن هذا الرجل الذي كان مع المبارك فقامت إليه فقالت يا عبد الله من الرجل الذي كان معك قال وما تدرين من هو قالت لا قال هو النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت فأدخلني عليه قال فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها (3) أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف أنبأ الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (4) أنا خلف بن الوليد الأزدي نا خلف بن خليفة عن أبان بن بشير (5) عن شيخ من أهل البصرة ثنا نافع
(٣٧٩)