جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير أن القبقلان (1) بعث رجلا (2) من غسان فقال له ادخل في هؤلاء القوم يعني أبا عبيدة وجنوده فأقم فيهم يوما وليلة ثم ائتني بخبرهم قالوا فدخل في الناس ذلك الغساني فأقام فيهم يوما وليلة (3) ثم جاءه فقال ماذا وراءكم ما وجدت عليه القوم فقال هم بالليل رهبان وبالنهار فرسان ولو سرق ملكهم قطعوا يده ولو زنا رجموه يعني بذلك إقامتهم الحق لله تعالى قال فقال القيقلان (1) إن كنت صدقتني لبطن الأرض خير لنا من ظهرها ولوددت إن شاء الله يحول بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسين علي بن الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان بن موسى أنا أبو العباس بن الرقي (4) واسمه عبد الله بن عتاب أنا محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي نا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن رجلين من قومه من غسان قال لما كان المسلمون بناحية الأردن تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر فقال أحدنا لصاحبه هل لك أن تدخل المدينة فسد (5) من سوقها قبل حصارها فبينا نحن نتسوق إذ أتانا رسول بطريقها اصطراخيه فذهب بنا إليه فقال أنتما من العرب قلنا نعم قال وعلى النصرانية قلنا نعم قال ليذهب أحدكما إلى هؤلاء فليتجسس لنا من خبرهم ورأيهم (6) وليتثبت الآخر على متاع صاحبه ففعل ذلك أحدنا فلبث لبثا ثم جاءه فقال جئتك من عند رجال دقاق يركبون خيولا مشاق (7) أما الليل فرهبان وأما النهار ففرسان يريشون النبل ويبرونها ويثقفون (8) القنا لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك
(٩٦)