وعليهم هؤلاء الأمراء يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة كل على عسكر ومن كانت الوقعة ما يلي عسكره فهو على أصحابه وساروا معهم النساء والذرية بالخيل والسلاح ليس معهم حمار ولا شاة فأخذوا على طريق فلسطين حتى نزلوا بقرية يقال لها ثادن (1) من قرى غزة ومما يلي بالحجاز فلقيهم بها بطريق من بطارقة الروم فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحد القواد ليكلمه قال فتواكلوا ذلك وقالوا لعمرو بن العاص أنت لذلك فخرج إليه عمرو فرحب به البطريق ومت إليه بقرابة العيص بن إسحاق بن إبراهيم من إسماعيل بن إبراهيم وقال ما الذي جاء بكم فقد كانت الأباء اقتسمت الأرض فصار لكم ما يليكم وصار لنا ما يلينا وقد عرفنا أنكم إنما أخرجكم من بلادكم الجهد وسنأمر لكم بمعروف وتنصرفون فقال عمرو أما القرابة فهي على ما ذكرت وأما القسمة فإنها كانت قسمة شططا علينا فنحن نريد أن نتراد (2) فتكون قسمة معتدلة لنأخذ نصف ما في أيديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما في أيدينا من الشوك والحجارة وأما ما ذكرت من الجهد الذي أخرجنا فإنا قدمنا فوجدنا في هذه البلاد شجرة يقال لها الحنطة فذقنا (3) منها طعاما لا نفارقكم حتى نصيركم عبيدا أو تقتلونا تحت أصول هذه الشجرة قال قال فالتفت إلى أصحابه فقال صدقوا وافترقا فاقتتلوا فكانت بينهم معركة انصرف القوم على حامية ومضى المسلمون في آثارهم حتى طووهم عن فلسطين والأردن إلا ما كان من إيليا وقيسارية (4) تحصن فيها أناس فتركوهم ومضوا إلى ناحية البثنية (5) ودمشق أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي (6) نا
(٨٢)