تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٢٢١
فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه قائمة يشبه عبد العزى بن قطن فمن رآه منكم فليقرأ فاتحة الكتاب وفواتح سورة أصحاب الكهف ثم قال إنه يخرج من خلة ما بين الشام والعراق فعاث يمينا وشمالا يا عباد الله أثبتوا قلنا يا رسول الله ما لبثه في الأرض قال أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر يوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله ما إسراعه إلى الأرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه (1) ضرعا وأمده خواصر ثم يأتي على القوم فيدعوهم ويردون عليه قوله فيتصرف عنهم بتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شئ يمر بالخربة فيقول لها اخرجي كنوزك فينطلق فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف ويقطعه حتى جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك فبينا هو كذلك إذ بعث المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهروذتين أو مبرودتين واضع كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه كجمان لؤلؤ لا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حين ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه عند باب لد فيقتله الله ثم يأتي عيسى بن مريم قوما قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينا هو كذلك إذ أوحى الله يا عيسى قد أخرجت عبادا بدان لأحد بقتالهم فجوز عبادي إلى الطور فيبعث الله يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة الطبرية فيشربون ما فيها فيمر آخرهم فيقولون لقد كان في هذه ماء مرة فيحذر (2) نبي الله عليه السلام حتى يكون رأس الثور خيرا (3) لأحدهم من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة فيهبط نبي الله

(1) عن خع وبالأصل " واسعة ".
(2) الأصل وخع وفي المطبوعة: فيحصر.
(3) عن خع وبالأصل " خير ".
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410