إكمال الكمال - ابن ماكولا - ج ٦ - الصفحة ٣٢٢
وأما العندي بنون ساكنة....... (1). (2)

(١) بياض في النسخ ولم أجد هذا الرسم (العندي) فيما لدي من كتب المؤتلف والأنساب، وتقدم في باب عبدة ونحوه قال " وأما عندة بنون ساكنة فامرأة من مهرة هي أم علقمة بن سلمة بن مالك بن معاوية الأكرمين وهو ابن عندة، ولقبه الزوير " وفي بعض الكتب في نسبة الأديب الا بيني " العندي " ويأتي النظر فيه في (العيدي).
(٢) في المشتبه بإضافة من التوضيح " و [أما] العيدي بالكسر [مع اهمال الدال] نسبة إلى العيد [فهو] جلال الدين محمد بن أحمد بن عمرو البخاري، في آبائه من ولد في العيد فنسب إليه، بارع في الفقه والأصلين، أخذ عنه الفرضي، وقال:
مات سنة ثمان وستين وستمائة " تعقبه التوضيح بقوله " لم يجزم أبو العلاء الفرضي بوفاته، إنما قال فيما وجدته بخطه: توفى فيما أظن في شهر رمضان سنة ثمان وستين وستمائة " قال المعلمي كأن الذهبي فهم أن التردد منصب على الشهر فقط، وهو قريب. ثم قال في التوضيح عن الفرضي " وأخوه صاحبنا كمال الدين عمر ابن أحمد بن عمر العيدي، تفقه على أخيه وقرأ الفرائض والحساب على شيخي الامام نجم الدين عمر بن أحمد بن عمر الكاخشتواني البخاري رحمه الله. انتهى " قال في التوضيح " وأبو الحسين يحيى بن علي بن القاسم العيدي عن أبي بكر الحنيفي وعنه أبو طاهر السلفي في معجم السفر. ونسبة إلى العيدي بن ندغي بن مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منها ذهبن بن فرضم بن العجيل بن قثاث ابن قمومي بن بقلل بن العيدي، صحابي له وفادة، ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، وقال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه لبعد مسافته. انتهى " وقد تقدم ذهبن بنسبه 3 / 388 ولم استوف هناك النظر في الأسماء وستري ذلك إن شاء الله تعالى في رسم (قثاث). ومنه أنه وقع هناك تبعا للأصول " بن العيذي " بنقط الذال وكذا وقع في الأصل في رسم (قثاث) مع شكله بفتح العين وبسكون الياء.
وإنما الصواب بكسر العين وسكون التحتية تليها دال مهملة، قال ابن دريد في الاشتقاق ص 552 في أسماء مهرة بن حيدان " ومنهم بنو عيدي تنسب إليه الإبل العيدية " وقال في جمهرته 2 / 286 في مادة (ع ود) " العيدية نجائب منسوبة إلى العيد، وهو قبيلة من مهرة بن حيدان " وذكرها غيره من أهل المعاجم، وفي الإكليل 1 / 193 في نسب مهرة " وقبائل نادغم (هو الذي سماه ابن دريد وغيره:
ندغى) العقار.. والعيدي، وإليهم تنسب الإبل العيدية " وقال ص 194 " وولد نادغم العيد " كأنه يقال له " العيد " ويقال " العيدي " وهو الأكثر. وفي التوضيح عقب ما مر عنه " وأبو بكر أحمد بن محمد العيدي الا بيني الأديب، شاعر، ذكره عمارة بن الحسن اليمني الشاعر " والعطف على قوله " منها ذهبن.. " أي ومن بني العيدي بن ندغي " أبو بكر... " وفي شأن هذا الأديب الا بيني اختلاف في موضعين، الأول: ذكر هنا في التوضيح كما ترى: " أبو بكر أحمد بن محمد " ومثله في معجم البلدان في رسم (أبين) و (الإسكندرية) و (عدن)، وفي تكملة ابن الصابوني ص 92 " الأديب أحمد بن محمد " وكذا نقل في رسم (الخلى) من التوضيح وتقدم نقله 1 / 116. لكني رأيته في العسجد المسبوك مخطوطة مكتبة الحرم المكي يذكر بلفظ " أبو بكر بن أحمد " في مواضع منها ص 97 وص 153 وكذا في نسختين أخريين بالمكتبة المحمودية في المدينة الشريفة، وكذا في قرة العيون مخطوطة مكتبة الحرم أيضا في ذكر توران شاه ابن أيوب قال " ولما دخل عدن أنشده الأديب أبو بكر بن أحمد العبدي (كذا) قصيدة بليغة فصيحة يقول فيها:
أعساكرا أسريتها وجنودا * أم أنجما أطلعتهن سعودا ".
وفي تعليقات المحقق النحرير الأستاذ فؤاد سيد على طبقات فقهاء اليمن ص 169 في ذكر هذا الأديب ما لفظه " ترجم له عمارة في المفيد 180 232 ترجمة مطولة ... وذكر اسمه: فخر الدين أبو العتيق أبو بكر بن أحمد العبدي (كذا)..
وترجم له الجندي أيضا لوحة 156... وذكر أن اسمه أبو العتيق أبو بكر بن أحمد العبدي (كذا)... " وكتب إلي الأستاذ فؤاد سيد جوابا عن سؤال في شأن هذا الرجل وفيه " في خريدة القصر... قسم شعراء الشام.. المطبوع أخيرا سنة 1964... يذكر الاسم فيها " أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي " وأرى أن ما تقدم كاف للجزم بأنه " أبو بكر بن أحمد " وأن من قال " أبو بكر أحمد " إنما بنى على الغالب المألوف أن قولهم (أبو بكر) كنية يتبعها الاسم. وقد اتضح أنها هنا اسم وأن كنية هذا الرجل أبو العتيق.
الموضع الثاني النسبة (العمدي) كيف ضبطها؟ فقد جاءت على أوجه:
الوجه الأول (العبدي) بعين ودال مهملتين بينهما موحدة هكذا في عدة نسخ من العسجد المسبوك مرت الإشارة إليها. وفي العيون، وفي كتاب (المفيد في أخبار زبيد) لعمارة و (السلوك) للجندي أفادني عنهما الصديق الحميم الأستاذ فؤاد سيد في كتابه، وفي مواضع من المخطوطات نثبت مع النقطة التي تحت الموحدة نقطة أخرى تحت الدال علامة للاهمال كما ثبتت هذه العلامة في تلك الكتب في غير هذه الكلمة. ويلاحظ أن هذه النقطة قد تقرب من الأولى فيقرأ (العيذي) بتحتية بين المهملتين وقد يستغرب هذا لان المتقدمين لم يذكروه فيظن الصواب (العيذي) بتحتية فمعجمة. وليس من المحتم أن لا تكون نسبة (العبدي) بالموحدة بين المهملتين إلا إلى عبد القيس بل من الجائز أن تكون في بعض الجهات إلى عبد آخر.
الوجه الثاني (العيدي) بالتحتية بين المهملتين تقدم ذلك عن التوضيح وكذا وقع في مواضع من معجم البلدان (أبيه أبين الإسكندرية عدن) وفيه في رسم (أبين) ما لفظه " قال عمارة بن الحسن اليمنى الشاعر: أبين موضع في جبل عدن منه الأديب أبو بكر أحمد (كذا) بن محمد العيدي القائل منسوب إلى قبيلة يقال لها عيد، ويقال عيدي بن ندعى (كذا) بن مهرة بن عيدان (كذا)، وهي التي تنسب إليها الإبل العيدية، وأشار بعضهم يقول:
ليست ساري المزن من وادي منى * بان عنى عيني فيسقى أبينا " ذكر الأبيات، وكل من (عيدي بن ندغى) و (الإبل العيدية) لا نزاع أنه بتحتية بين المهملتين، وكنت رأيت أن هذا الضبط من كلام عمارة نفسه فيكون نصا قاطعا لأنه صاحب هذا الأديب، ثم قلت إن لم يكن من كلام عمارة فهو من كلام ياقوت، ثم لما تأملت العبارة رابني فيها أن قوله (وهو القائل) غير متصل بما بعده، وأن قوله " وأشار بعضهم يقول " عبارة ركيكة لا تليق بعمارة ولا ياقوت، وأن الأبيات هي لذاك الأديب الا بيني نفسه كما في خريدة القصر وغيرها، ولو أنك حذفت ما بين (وهو القائل) والابيات وقلت " وهو القائل: ليت ساري المزن من وادى منى.. " لوجدت العبارة مستقيمة فأخشى أن يكون هذا هو الأصل وأن بعضهم كتب بهامش بعض النسخ حاشية قوله " منسوب إلى قبيلة.. الإبل العيدية " فجاء آخر فأدرج هذه الحاشية في المتن وزاد من عنده قوله " وأشار بعضهم يقول " ليصل العبارة بما بعدها. غير أن موافقة هذا الضبط للتوضيح تدل أن له أصلا متينا.
الوجه الثالث (العيذي) بمهملة فتحتية فمعجمة كذا وقع في تكملة ابن الصابوني ص 92 في رسم (الخلى) ولفظه بعد أن ذكر أبا الربيع سليمان بن محمد الخلى وأنه سأله عن مولده فذكره وأنه بخلة قرية قبلي عدن " حدثنا أبو الربيع.. " الخلى.. من لفظه بدمشق قال أنبأنا عبد الله بن محمد بن يحيى الإسحاقي بعدن قال كنت يوما عند الأديب أحمد بن محمد العيذي بعد أن عمى.. " وهكذا نقلت هذه العبارة عن التكملة في التوضيح وعلى كملة (العيذي) " صح " فهذا يدل أنها بهذا النقط صحيحة عن أبن الصابوني، وهو روى هذه الحكاية عن عالم عدني عن آخر كذلك من أصحاب هذا الأديب نفسه، فيبعد أن تكون خطأ. وقد يعارض هذا بأن ياقوت قال في رسم (الإسكندرية) " حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج..
قال حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي.. قال أذكر ليلة وأنا أمشى مع الأديب أبي بكر أحمد بن محمد العيدي.. " فذكره بالتحتية بين المهملتين مع أن هذا السند أقصر، ويهون أمرهما معا أنه وقع فيهما معا اسم الأديب " أحمد بن محمد " وإنما هو أبو بكر بن أحمد كما مر. وقد يخدش في الوجهين الثاني والثالث معا بأن في عبارة الجندي كما يأتي " العيدي. من قومه الا عبود " فلو كانت هذه الصيغة (الا عيود) مأخوذة من (عيد) أو (عيذ) لكانت (الا عيود) أو (الأعيوذ) والضمة على الياء ثقيلة مع أنه كان ينبغي أن يقال (الأعوود) أو (الأعووذ) لأنهما من (ع ود) و (ع وذ) وسبب القلب غير موجود في الصيغة، ويجاب بأن الضمة محتملة، وفي رسم (قين) من الاكمال " وأما قين أوله قاف بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها فهو القين بن فهم.. وولده يقال لهم الأقيون " على أن الجندي من أهل القرن الثامن لا يلزم التزامه لمقتضى التصريف، على أن العرب قد جمعوا العيد على لفظه فقالوا (أعياد) و (العيد بن ندغي) اسم حميري قديم لا يجب أن يكون من (ع ود) ومادة (ع ى د) موجودة ومنها قولهم للنخلة: عيدانة.
الوجه الرابع (العندي) بنون بين المهملتين ذكره لي الأخ العلامة الناقد حمد الجاسر وأنه يقال إن مسجد هذا الرجل موجود بعدن يعرف بمسجد العندي، وأشار على باستقصاء البحث فاستعنت بالسيد الفاضل المؤرخ هادون العطاس فكتب إلي السيد الفاضل العالم طاهر بن علوي بن طاهر الحداد وهو بعدن، فعاد جوابه وفيه ما لفظه: العندي صاحب مسجد العندي بعدن.
ظهر لنا بعد أن ظفرنا بترجمة العندي في كتاب هدية الزمن للأمير أحمد فضل العبدلي أن من سميتموه ونقلتم ترجمته من كتاب الصابوني رجل آخر، أما العندي وصاحب مسجد العندي بعدن فهاكم ترجمته: قال أحمد فضل في كتابه ص 72 قال
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 320 321 322 322 331 333 334 335 ... » »»