التبعة على الخط العربي فقد أعد فيه من النقط والشكل وعلامات توضح أن الجرف مهمل أي غير منقوط ما هو كفيل مع تحقيق الخط بداء كل لبس، وقد كان السلف يعنون بذلك حق العناية حتى أن بعضهم سمع خبرا فيه ذكرا أبي الحوراء بالحاء والراء فكتبه وخاف أن يلتبس فيما بعد بأبي الجوزاء بالجيم والزاي فلم يكتف بعدم النقط ولا بوضع العلامات حتى كتب تحت الكلمة (حور عين).
ثم لما شاع التساهل في الضبط وكثر في الشيوخ من يقل تحقيقه واضطر أهل العلم إلى الاخذ من الكتب بدون سماع فزع المحققون إلى ما يدافعون به الخطأ والتصحيف، فمن ذلك تأليفهم كتب التراجم مرتبة على الحروف ثم على أبواب لكل اسم كما تراه في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم فمن بعدهما، ولا ريب أن هذا يدفع كثيرا من التصحيف والتحريف. ومن ذلك الضبط بالألفاظ كأن يقال " بحاء غير منقوطة " ويقع للقدماء قليل من هذا ويكثر في مؤلفات بعض المتأخرين كابن خلكان في وفياته والمنذر في تكملته وابن الأثير في كامله كما نبه عليه الدكتور مصطفى جواد في مقدمته لتكملة إكمال الاكمال لابن الصابوني. ومن ذلك وهو أجلها وأنفعها تأليف كتب في هذا الموضوع خاصة وهو ضبط ما يخشى الخطأ فيه.
وإذ كان أكثر الخطأ وقوعا وأشده خطرا الخطأ في الأسماء التي توجد أسماء أخرى تشتبه بها وجهوا معظم عنايتهم إلى هذا فوضعوا له فنا خاصا وهو (المؤتلف والمختلف) أي المؤتلف خطا المختلف لفظا، وهو