كتاب الضعفاء - أبو نعيم الأصبهاني - الصفحة ٧
وكانوا كلما حاول أحد أن يقحم نفسه في ميدان السنة، ويريد أن يغير أو يحرف، أو يختلق أو يكذب بينوا أمره، وفضحوا مسعاه، وحذروا منه، حتى لا يغتر به أحد، أو يدخل في السنة ما ليس منها، لا تأخذهم في الله لومة لائم، فكان أحدهم يتكلم في أبيه وابنه وأخيه إن اقتضى الحال... حتى إن أهل الثقة والاستقامة والحفظ والضبط عندما تقع منهم هفوة أو زلة بحكم العوارض البشرية تبين، وتصحح لهم.
ولذلك دونت أسماء الرجال الذين نقلوا السنن والآثار، أو عرفوا بتعاطيهم لهذا الفن، وأعطي كل واحد منهم حقه بما له وما عليه، فإذا ما جاء حديث أو أثر عرفنا قيمته واستبنا رتبته من خلال نقلته وحامليه، وأصبحت معرفة أحوال هؤلاء النقلة ضرورية لا يستغنى عنها، ولهذا قال علي بن المديني رحمه الله:
معرفة الرجال نصف العلم.
وقد ترك هذا التدوين والتأريخ لرواة الحديث ونقلته، ونقدهم - جرحا وتعديلا - آثارنا مهمة في العلوم العربية والاسلامية الأخرى، فقد حذت حذوه، واقتبست منه.
وترك لنا علماء الحديث والسنة كتبا كثيرة في الرجال، بعضها مختص بإيراد الضعفاء، وبعضها الاخر مختص بإيراد الثقات، وبعضها يجمع بينهما، وبعضها في فنون أخرى متفرعة عن ذلك كالمدلسين، والمختلطين، والمعمرين...
وكتابنا هذا، وقد خصصه مؤلفه لذكر طائفة من الضعفاء -
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست