[1121] محمد بن فليح بن سليمان أبو عبد الله الأسلمي من متقني أهل الحجاز ممن سمع مع أبيه الحديث الكثير ولحق المشايخ معه مات سنة سبع وتسعين ومائة [1122] أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة من المتقنين كان مولده سنة أربع ومائة ومات سنة ثمانين ومائة [1123] أبو علقمة الفروي اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة مولى آل عثمان بن عفان مات بالمدينة في المحرم سنة تسعين ومائة قال الشيخ الإمام أبو حاتم رحمه الله فهذا آخر مشاهير أتباع التابعين بالمدينة فذكرناهم بالايماء من أسبابهم ولم نعتبر في ترصيف أسمائهم تقدم الموت ولا تأخره ولا جلالة الانسان ولا قدره ولا سعة العلم ولا وفور الفقه بل اعتمدنا في نظم أسمائهم اللقى فكل من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسان اثنان في العدد أدخلناه في هذه الطبقة لان اللقى منهم للتابعين يشملهم سواء تأخر موت التابعي أو تقدم وذاك أن أبا الطفيل عامر بن واثلة وان تأخر إسلامه وقدم إسلام أبى بكر الصديق لم نخرجه من جملة الصحابة إذا اللقى يشملهما معا وان عظم الله فضيلة أبى بكر لما له من السوابق في الاسلام والفضل في الدين وكثرة الصحبة للمصطفى صلى الله عليه وسلم وبذله له المال والنفس وكذلك اعتبرنا التابعين الذين أملينا أسماءهم سواء تقدم موتهم أو تأخر بعد أن يكون اللقى منهم للصحابة موجودا سواء رأوا جماعة من الصحابة أو واحدا منهم وليس يصح التخريج لأسمائهم في الطبقات الا على اللقى الذي أسسنا كتابنا هذا عليه لان المراد قصد أسمائهم لا قصد الموت فإنه يكاد يتفق له جماعة منهم ماتوا في سنة واحدة وان اتفق منهم اليسير فيه تباينت أقدارهم في العلم وأنسابهم في العمر وعنايتهم في العلم وديانتهم بالحلم فلما رأينا القصد في نظم أسمائهم لا يتفق اتفاقا يشملهم كلهم في الدين ولا في الفقه ولا في العلم ولا في السن قصدنا قصد اللقى منهم فكل من رأى صحابيا وسمع منه أدخلناه في التابعين كما أن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم وان تأخر إسلامه إلى بعد الفتح كان من الصحابة وكذلك كل من رأى تابعيا ثقة فأكثر أدخلناه في جملة أتباع التابعين لان اللقى يشملهم جميعا
(٢٢٦)