وقسمه على قدر فضلهم في الديم فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم وإلا معه من مسألتهم يلائمهم ويخبرهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوا في حاجة من لا يستطيع إبلاغها فان من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع ابلاغها يثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أذلة قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم القوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يظهر على أحد بسره ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه معتدل الامر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكل حال عنده عتاد ولا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الذين يلونه من الناس خيارهم وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة
(١٤٨)