أبى جهل في نفر معه من رؤوس غطفان إلى بني قريظة فقالوا لسنا بدار مقام قد هلك الكراع والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ونفرغ مما بيننا وبينه فأرسلوا أن غدا السبت وهو يوم لا نعمل فيه ولسنا مع ذلك بالذي نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من أشرافكم يكونون عندنا حتى نناجز محمدا فانا نخشى الحرب إن اشتدت أن تتشمروا إلى بلادكم وتتركونا فلما رجع عكرمة إلى قريش وغطفان بما قالت بنو قريظة قالوا والله إن الذي جاءكم به نعيم بن مسعود لحق فأرسلوا إلى بني قريظة أنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا فان كنتم تريدون القتال فاخرجوا وقاتلوا فقالت بنو قريظة إن الذي ذكر لنا نعيم لحق ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا فان رأوا فرصة انتهزوها وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل فأرسلوا إلى قريش وغطفان أنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا وبعث الله على المشركين ريحا تطرح آنيتهم ويكفأ قدورهم في يوم شديد البرد
(٢٧٢)