ثم لما وصل عكوسه من الآستانة إلى دائرة المعارف قامت الدائرة بنسخه، وفوضت تصحيحه إلى هذا العبد الضعيف القاصر، ولم آل جهدا في تصحيحه بقدر الوسع، ومن يقدر ان يعطى التصحيح حقه؟
ويأبى الله عز وجل ذلك إلا لكتابه المجيد.
ونسختنا هذه وإن كانت جيدة ولكنها حاملة التصاحيف والتحاريف ولم يتيسر لنا نسخة أخرى منه، فان بقيت فيها أشياء محتاجة إلى التصحيح فلا تعجب أيها الأخ الكريم واعذر مصححه ولله در الامام الشاطبي رضي الله عنه حيث قال:
وظن به خيرا وسامح نسيجه * بالاغضاء والحسنى وإن كان هلهلا وسلم لاحدى الحسنيين إصابة * والاخرى اجتهاد رام صوبا فامحلا فإن كان خرق فأدركه بفضلة * من الحلم وليصلحه من جاد مقولا وقال في رائيته:
وإنما هي اعمال بنيتها * خذما صفا واحتمل بالعفو ما كدرا ان لا تغدى فلا تغدى مشاربها * لا تنذرن نزورا أو ترى غزرا واعلم أن الكتاب لم يقابل على نسخة سوى العكوس المرسلة إلا ثماني عشرة ورقة من أول هذا المجلد أرسلها العلامة المفضال أخونا الشيخ عبد الرحمن المعلمي مصحح الدائرة سابقا من مكة المكرمة