قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد عن أبيه قال دخل على سعيد بن المسيب السجن أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فجعل يكلم سعيدا ويقول له إنك خرقت به فقال يا أبا بكر اتق الله وآثره على ما سواه قال فجعل أبو بكر يردد عليه إنك خرقت به ولم ترفق فجعل سعيد يقول إنك والله أمي البصر أعمى القلب قال فخرج أبو بكر من عنده وأرسل إليه هشام بن إسماعيل فقال هل لان سعيد بن المسيب منذ ضربناه فقال أبو بكر والله ما كان أشد لسانا منه منذ فعلت به ما فعلت فاكفف عن الرجل وجاء هشام بن إسماعيل كتاب من عبد الملك بن مروان يلومه في ضربه سعيد بن المسيب ويقول ما ضرك لو تركت سعيدا ووطئت ما قال وندم هشام بن إسماعيل على ما صنع بسعيد فخلى سبيله قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسلم أبو أمية مولى بني مخزوم وكان ثقة قال صنعت ابنة سعيد بن المسيب طعاما كثيرا حين حبس فبعثت إليه فلما جاء الطعام دعاني سعيد فقال اذهب إلى ابنتي فقل لها لا تعودي لمثل هذا أبدا فهذه حاجة هشام بن إسماعيل يريد أن يذهب مالي فأحتاج إلى ما في أيديهم وأنا لا أدري ما أحبس فانظري إلى القوت الذي كنت آكل في بيتي فابعثي إلي به فكانت تبعث إليه بذلك وكان يصوم الدهر قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا سلام بن مسكين قال حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال إني أرى أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا أبو المليح قال حدثني غير واحد أن عبد الملك بن مروان ضرب سعيد بن المسيب خمسين سوطا وأقامه بالحرة وألبسه تبان شعر قال فقال سعيد أما والله لو علمت
(١٢٧)