وهؤلاء الاثبات الثلاثة وصفوا تلك الصفوة بالثقات وإن كان كلام الشيخ والنجاشي خاليا عن ذلك الوصف كما سيوافيك.
وقد ذكر أهل الرجال أن أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ المكنى ب " أبي العباس " المعروف ب " ابن عقدة " قد ضبط أصحاب الصادق عليه السلام في كتاب رجاله. قال النجاشي في ترجمته; " له كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد عليه السلام " (1).
ومثله الشيخ في فهرسه، حيث قال: " له كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد عليه السلام " (2).
وليس في كلام النجاشي والشيخ توصيف رجاله بالوثاقة.
وعلى كل تقدير، فما ذكره الشيخ المفيد لو كان ناظرا إلى ما جمعه ابن عقدة من أصحاب الصادق عليه السلام، يكون ما ذكره نفسه ومن تبعه كابن شهرآشوب والفتال شهادة منهم على وثاقة أربعة آلاف رجل من أصحاب الصادق عليه السلام. هذا من جانب.
ومن جانب آخر إن الشيخ قد أخرج أسماء هؤلاء الرواة في رجاله مع غيرهم. قال في ديباجة رجاله: " ولم أجد لأصحابنا كتابا جامعا في هذا المعنى (أسماء الرجال الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الأئمة من بعده إلى زمن القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن تأخر عنهم) إلا مختصرات، قد ذكر كل انسان منهم طرفا، إلا ما ذكره ابن عقدة، فإنه قد بلغ الغاية في ذلك، ولم يذكر رجاله باقي الأئمة عليهم السلام، وأنا أذكر ما ذكره، وأورد من بعد ذلك من لم يذكره " (3).