كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٢١٨
عليه السلام (1).
ترى أن يعقوب بن يزيد في هذا السند يروي عن محمد بن سنان بلا واسطة، ولو صح ما في " الوسائل " لوجب أن يتوسط بينهما شخص ثالث، كابن أبي عمير وغيره، مع أنه ليس كذلك.
إن تبديل لفظة " الواو " ب‍ " عن " كثير في الأسانيد، وقد نبه عليه المحقق صاحب " المعالم " في مقدمات " منتقى الجمان "، وبالتأمل فيه ينحل كثير من العويصات الموجودة في الأسانيد، كما ينحل كثير من النقوض التي أوردت على القاعدة كما ستوافيك. ولأجل كونه أساسا لحل بعض العويصات ورد النقوض، نأتي بعبارة " المنتقى " بنصه: (2) قال: " حيث إن الغالب في الطرق هو الوحدة ووقع كلمة " عن " في الكتابة بين أسماء الرجال، فمع الاعجال يسبق إلى الذهن ما هو الغالب، فيوضع كلمة " عن " في الكتابة موضع واو العطف، وقد رأيت في نسخة " التهذيب " التي عندي بخط الشيخ رحمه الله عدة مواضع سبق فيها القلم إلى إثبات كلمة " عن " في موضع " الواو "، ثم وصل بين طرفي العين وجعلها على صورتها واوا والتبس ذلك على بعض النساخ فكتبها بالصورة الأصلية في بعض مواضع الاصلاح. وفشا ذلك في النسخ المتجددة، ولما راجعت خط الشيخ فيه تبينت الحال. وظاهر أن إبدال " الواو " ب‍ " عن يقتضي الزيادة التي ذكرناها (كثرة الواسطة وزيادتها) فإذا كان الرجل ضعيفا، ضاع به الاسناد فلا بد من استفراغ الوسع في ملاحظة أمثال هذا، وعدم القناعة بظواهر الأمور.
ومن المواضع التي اتفق فيها هذا الغلط مكررا، رواية الشيخ عن سعد

(١) كامل الزيارات: الباب 19، الحديث 1، الصفحة 46.
(2) منتقى الجمان: الفائدة الثالثة، الصفحة 25 26.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست