قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٤٣١
والتسليم إليه جميع الحق قبلك، وأن تخص موالي على ذلك وتعرفهم من ذلك ما يصير سببا إلى عونه وكفايته، فذلك موفور وتوفير علينا ومحبوب لدينا ولك به جزاء من الله وأجر، فإن الله يعطي من يشاء ذو الإعطاء والجزاء برحمته، وأنت في وديعة الله، وكتبت بخطي وأحمد الله كثيرا.
وعن العياشي، عن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال:
نسخت الكتاب مع ابن راشد إلى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن والسواد وما يليها: أحمد الله إليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته، واصلي على نبيه وآله أفضل صلاته وأكمل رحمته ورأفته، وأني أقمت أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه ومن كان قبله من وكلائي وصار في منزلته عندي، ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي، وارتضيته لكم وقدمته في ذلك وهو أهله وموضعه، فصيروا (رحمكم الله) إلى الدفع إليه ذلك وإلي وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة، فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرع إلى طاعة الله وتحليل أموالكم والحقن لدمائكم، وتعاونوا على البر والتقوى واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه عصياني، فالزموا الطريق يأجركم الله من فضله، فإن الله بما عنده واسع كريم متطول على عباده رحيم، نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه، وكتبته بخطي والحمد لله كثيرا.
وفي كتاب آخر: وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الإكثار بينك وبين أبي علي، وأن يلزم كل واحد منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فإنكم إذا انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي، وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما آمرك به أيوب أن لا تقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئا يحملونه ولا تلي لهم استئذانا علي، ومر من أتاك بشيء من أهل ناحيتك أن يصيره إلى الموكل بناحيته، وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب، وليعمل كل
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»