قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٤
خراسان برجاء بن أبي الضحاك وياسر الخادم ليشخصا إليه محمد بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى بن جعفر (عليهم السلام) وذلك في سنة مائتين. وهو محمول على ما قلنا من خادم الرشيد.
وكيف يكون ياسر خادم الرضا (عليه السلام) خادمه (عليه السلام) من قبل المأمون وقد روى في ذاك الباب عنه، قال: كان الرضا (عليه السلام) إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير، فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان (عليه السلام) إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده معه على مائدته، قال ياسر الخادم: فبينا نحن عنده يوما إذ سمعنا وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى داره (عليه السلام) فقال (عليه السلام) لنا: قوموا تفرقوا، فقمنا عنه فجاء المأمون (إلى أن قال) فجاء الفضل بن سهل واستأذن عليه (عليه السلام) قال ياسر: قال لنا الرضا (عليه السلام): قوموا تنحوا (إلى أن قال) قال ياسر: فلما أمسينا وغابت الشمس قال لنا الرضا (عليه السلام): قولوا " نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة " فما زلنا نقول ذلك، فلما صلى (عليه السلام) الصبح قال لنا: قولوا: " نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذا اليوم " فما زلنا نقول ذلك، فلما كان قريبا من طلوع الشمس قال الرضا (عليه السلام): اصعد السطح فاستمع هل تسمع شيئا، فلما صعدت سمعت الضجة والنحيب وكثر ذلك فإذا بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره يقول: " يا سيدي آجرك الله في الفضل " وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه (إلى أن قال) واجتمع القواد والجند من كان من رجال ذي الرئاستين على باب المأمون، فقالوا: اغتاله وقتله فلنطلبن بدمه، فقال المأمون: يا سيدي ترى أن تخرج إليهم وتفرقهم، قال ياسر: فركب (عليه السلام) وقال لي:
اركب فلما خرجنا من الباب نظر (عليه السلام) إليهم وقد اجتمعوا وقد جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب، فصاح بهم وأومأ إليهم بيده تفرقوا، قال ياسر: فأقبل الناس والله!
يقع بعضهم على بعض، وما أشار إلى أحد إلا ركض ومر... الخبر (1).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 159 - 164 باب 40 ح 24.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»