تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٤٨٧
وكان ثقة في أصحابنا (1).
____________________
كل ذلك يقتضي عادة، عدم حصول الوجاهة العامة، والتقدم المطلق لمثل أبي عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر المحدث، الذي اشتغل بسماع الحديث، بل بالإكثار فيه، ثم بالتحديث، ثم بالتصنيف فإن ذلك يشغله طبعا عن الظهور، والدعوة، والطلب.
فإذن حصول الوجاهة له في الطالبيين والتقديم عليهم بأجمعهم، مع هذه الآراء والظروف، لا يكون إلا لتجمع الخصال الحميدة، وتوفر الشروط التي تخضع عندها النفوس له، وحسن العقل، والتدبير، والإيمان والتعبد، ونحوها.
5 - وثاقته عند الإمامية (1) إن الوجاهة العامة وخاصة في الطالبيين، والتقدم عليهم، حيث لا تكون آية عامة صريحة لحسن المذهب، والطريقة، والخلوص في الطاعة، وحسن النية، ولعلها نشأت من حسن التدبير، والعزيمة، فلذلك أكدها الماتن بقوله: (كان ثقة) بوجه مطلق، فإن الوثوق المطلق الغير المقيد، بالمذهب، والحديث، والرواية، والسماع، والتحديث، والتصنيف، وغير ذلك، مما أشار إليها النجاشي وغيره في خلال تراجم الرجال، وأحصيناها في " قواعد الرجال "، كل ذلك مع التعميم لغير الطالبيين بقوله: (في أصحابنا)، والتخصيص بوجه آخر، بالإمامة، يدل على مدح عظيم ومنزلة كبيرة له، وقد سلم من الطعن بوجه حتى من ابن الغضائري من الخاصة، ومن ابن معين، والذهبي، من العامة المعاندة للشيعة، ويؤكد وثاقته رواية أعلام الطائفة عنه.
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»