تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٢
الوشاء، من زهاد أصحابنا (1)،
____________________
الصحيح بطريقين، عنه، عن يحيى بن معمر العطار، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي توفي فيه: ادعوا إلي خليلي، فأرسلتا إلى أبويهما، فلما نظر إليهما رسول (صلى الله عليه وآله) أعرض عنهما. ثم قال: ادعوا إلي خليلي، فأرسل إلى علي (عليه السلام) فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه، فلما خرج لقياه، فقالا له: أحدثك خليلك؟ فقال: حدثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب " (1).
قلت: وقد أخرج أصحابنا، وغيرهم روايات تزيد على حد التواتر، في تعليم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام)، عند وفاته ألف باب علم ينفتح من كل باب ألف، مع ألفاظ وطرق، جمعناها في محله. وأخبار جعفر بن بشير في أمر الولاية ومعرفة آل محمد (عليهم السلام)، والتبري من أعدائهم كثيرة، نكتفي بذلك إشارة.
4 - زهد جعفر بن بشير (1) قد اكتفى الماتن في مدح جعفر بن بشير بخصاله الحميدة، وفعاله الجميلة بثلاثة أولها زهده، وأعراضه عن الدنيا، فلم يبع آخرته بدنياه، ولزم آل محمد (عليهم السلام) حينما باع غيره آخرته بدنياه، واتبع ولاة الجور وأهله، وترك آل محمد (صلوات الله عليهم). وتشهد بزهده سيرته، ورواياته.
فروى عن عيسى الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
" أربعة لا تجوز في أربعة، الخيانة، والغلول، والسرقة، والربا، لا تجوز في حج، ولا عمره، ولا في جهاد، ولا صدقة ".

١ - الكافي: ج ١ / ص 296 / ح 4.
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»