وممن رثاه السيد رحمة الله النجفي بقصيدة طويلة [والسيد عبيد النجفي بقصيدة طويلة] ولم أقف على تلك المراثي.
وقد قال في تاريخ وفاته بعض الأدباء:
تاريخ وفاة ذلك الأواه * الجنة مستقره والله وكان سبب قتله على ما سمعته من بعض المشائخ ورأيته بخط بعضهم أنه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر، فغضب المحكوم عليه وذهب إلى قاضي صيدا واسمه معروف، وكان الشيخ مشغولا في تلك الأيام بتأليف شرح اللمعة وفي كل يوم يكتب منه غالبا كراسا ويظهر من نسخة الأصل أنه ألفه في ستة أشهر وستة أيام لأنه كتب على ظهر النسخة تاريخ ابتداء التأليف، فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف، فقال له [بعض] أهل البلد قد سافر عنا مدة، فخطر ببال الشيخ أن يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختباء فسافر في محمل مغطى وكتب قاضي صيدا إلى سلطان روم أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال له: اثني به حيا حتى أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي.
فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة، فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة فقال له: تكون معي حتى نحج بيت الله ثم افعل ما تريد، فرضي بذلك فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم، فلما وصل إليها رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال: رجل من علماء الشيعة الإمامية أريد أن أوصله إلى السلطان.
فقال: أو ما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك، بل الرأي أن نقتله وتأخذ برأسه إلى السلطان، فقتله في مكانه من ساحل البحر، وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا