رجال الخاقاني - الشيخ علي الخاقاني - الصفحة ٢٧
يقابل بالاحترام من قبل أولئك لاجماع الكل على صدق لهجته واخلاصه لله ولشريعة نبيه في كل تصرفاته وقد بقيت صلتي به سنين بعد ان أجازني فكان ترددي إليه مستمرا واستفادتي من مجالسه وتوجيهاته متواصلة.
وقد عرف بصلاحه وورعه عند مختلف طبقات الناس فاقبلوا عليه ورجع البعض إليه على كره منه فقد كان يخشى المرجعية ويتهرب منها ويتواضع بالاعراب عن عدم أهليته لها وقد ألزمه البعض في الإمامة فكان يقيم الجماعة في (حسينية التسترية) فيأتم به جمع من الصلحاء والأخيار وكان يصل أهل العلم وبعض الأسر العلوية والأباة من الناس سرا في جوف الليل بنفسه دون وسيط فكانت الحقوق الشرعية لا تبقى تحت يده بل يعجل في ايصالها إلى أهلها ومستحقيها وربما حمل الأطعمة إلى دور البعض على ظهره أو رأسه كالحمالين في جوف الليل وكان يأنس بذلك ولا يرى فيه من باس واتفق ان قبض عليه الحراس ذات ليله وهو يحمل على ظهره في عباءته البر والرز لايصالهما إلى دار بعض أهل العلم. فشاع خبر ذلك في غدها.
هكذا كان يعيش أولئك المشايخ وبتلك السيرة كان يتصف زعماء الدين وعلى نهج أهل البيت عليهم السلام كانوا يصلون المستحق في جوف الليل حفظا لكرامته وصيانة لماء وجهه من ذل السؤال طمعا في مرضاة الله ورغبة في قبوله وثوابه فرحمهم الله وأجزل لديه اجرهم ورفع في الخلد درجتهم وحشرهم مع أهل بيت نبيه الطاهرين.
(أقول): هناك كثير من الاعلام الذين ذكروا جدنا قدس الله سره أمثال الشيخ المامقاني في رجاله الكبير (تنقيح المقال) المطبوع في النجف الأشرف والشيخ محمد طاها نجف في كتابه (اتقان المقال)
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»