وبالجملة كما ان تصحيحهم غير مقصور على العدالة فكذا تضعيفهم غير مقصور على الفسق وهذا غير خفى على من تتبع وتأمل وقال جدي ره تريهم يطلقون الضعيف على من يروى من الضعفاء ويرسل الاخبار انتهى ولعل من أسباب الضعف عندهم قلة الحافظة وسوء الضبط و الرواية من غير إجازة والرواية عمن لم يلقه واضطراب ألفاظ الرواية وايراد الرواية التي ظاهرها الغلو أو التفويض أو الجبر أو التشبيه وغير ذلك كما هو في كتبنا المعتبرة بل هي مشحونة منها كالقرأن مع ان عادى المصنفين يراهم جميع ما رووه كما يظهر من طريقتهم مضاف إلى ما ذكره في اول الفقيه وغيره كذا من أسبابه رواية جميع فاسدي العقيدة عنه وعكسه بل ربما كان مثل الرواية بالمعنى ونظائره سببا.
وبالجملة أسباب قدح قدماء كثيرة وسنشير إلى بعضها وغير خفى ان أمثال ما ذكر ليس منافيا للعدالة وسيجئ في ذكر الطيارة والمفوضة والواقفة ما يزيد ويؤكد ويؤيد وكذا في ترجمة إبراهيم بن عمرو في ذكر مضطرب الحديث.
ثم اعلم انه فرق بين ظاهر قولهم ضعيف في الحديث فالحكم بالقدح منه أضعف وسيجئ في سهل بن زياد وقال جدي ره الغالب في اطلاقاتهم انه ضعيف في الحديث اى يروى عن كل أحد انتهى فتأمل.
ومنها قولهم كان من الطيارة ومن أهل الارتفاع وأمثالهما والمراد انه كان غاليا.
أعلم ان الظهار ان كثيرا من القدماء سيما القميين منهم وغض كانوا يعتقدون للأئمة (ع) منزلة خاصة من الرفعة والجلال ومرتبة معينة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم وما كانوا يجوزون التعدي عنها وكانوا يعدون التعدي عنها ارتفاعا وغلوا على حسب معتقدهم حتى انهم جعلوا مثل السهو عنهم غلوا بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم أو التفويض الذي اختلف فيه كما سنذكر أو المبالغة في معجزاتهم ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم أو الإغراق في شانهم واجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص واظهار كثير قدرة لهم وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ارتفاعا أو مورثا للتهمة به سيما بجهة ان الغلاة كانوا مختفين في الشيعة مخلوطين بهم مدلسين.
وبالجملة الظاهر ان القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية أيضا فربما كان شيء عند بعضهم فاسدا أو كفرا غلوا أو تفويضا أو جبرا أو تشبيها أو غير ذلك وكان عند اخر مما يجب اعتقاده أولا هذا ولا ذاك وربما كان منشاء جرحهم بالأمور المذكورة وجدان الرواية الظاهرة فيها منهم كما أشرنا انفا أو ادعى أرباب المذاهب كونه منهم أو روايتهم عنه وربما كان المنشأ