الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٥٦
ولما كانوا: من أهل اللسان، عارفين باللغة، وقد أثبتوا الواسطة.، لزم أن يكون من الخبر ما ليس بصادق، ولا كاذب.، ليكون: هذا منه بزعمهم (1).، وإن كان صادقا " في نفس الامر.
وأجيب:
بأن الواسطة التي أثبتوها: إنما هي بين افتراء الكذب، والصدق.، وهو غير الكذب، لأنه تعمد الكذب.
وحيث لا عمد للمجنون، كان خيره قسيما " للافتراء، الذي هو أخص من الكذب، و إن لم يكن قسيما " للأعم، ومرجعه إلى حصر الخبر الكاذب في نوعيه وهما: الكذب عن عمد، والكذب لا عن عمد. (2) (ونبه) بقوله سواء وافق اعتقاد المخبر، أم لا.، على خلاف النظام (3) (تحرير كلامه:) - 1 - حيث جعل: صدق الخبر مطابقته لاعتقاد المخبر مطلقا "، وكذبه عدم المطابقة كذلك.
فجعل قول القائل: السماء تحتنا، معتقدا " ذلك.، صدقا ".
وقوله: السماء فوقنا، غير معتقد ذلك.، كذبا ". (4) - 2 - محتجا " بقوله تعالى: (إذا جاءك المنافقون) (5).، إلى قوله (والله يشهد إن المنافقين

(١) ينظر: شرح المختصر: ص ١٩.
(٢) ينظر: المصدر نفسه.
(٣) الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري، نظام الدين، مفسر، له اشتغال بالحكمة و الرياضيات.، أصله من بلدة (قم): ومنشأه وسكنه في نيسابور.، له كتب منها: غرائب القرآن ورغائب الفرقان - ط - في ثلاث مجلدات، يعرف بتفسير النيسابوري، ألفه سنة ٨٢٨ ه‍، و (أوقاف القرآن) - ط -، و (لب التأويل) - ط - و (شرح الشافية) - ط - في الصرف يعرف بشرح النظام، توفي بعد 850 ه‍.، ينظر: الأعلام للزركلي : 2 / 234.
(4) ينظر: شرح المختصر: ص 17.
(5) سورة المنافقون، آية 1.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»