فهرست منتجب الدين - منتجب الدين بن بابويه - الصفحة ١٥٥
والكاظم الغيظ لم ينقض مريرته (1) ثم الرضا سيد لم يؤت من زلل ثم التقى فتى عاف الاثام (2) معا قولا وفعلا فلم يفعل ولم يقل
(١) كذا صريحا وفى المناقب " مررته " وفى هامشه والظاهر انه " مروته ".
ففى القاموس والمريرة الحبل الشديد الفتل أو الطويل الدقيق وعزة النفس ولعزيمة كالمرير.
وفى الاساس ومن المجاز استمر مريوه واستمرت مريرته - استحكم ورجل ذو مرة للقوى وامر عمر ورجل وفرس عمر الخلق وفلان ذو نقض وامرار والدهر ذو نقض وامرار قال جرير:
لا يأمنن قوى نقض مرته * انى ارى الدهر ذا نقض وامرار وفى الصحاح: والمرير والمريرة = العزيمة قال الشاعر ولا انثنى من طيرة مريرة * إذا الا خطب الداعي على الدوح صرصرا وفى اللسان: والمرير والمريرة العزيمة قال الشاعر: ولا انثنى البيت، إلى ان قال وفى حديث على في ذكر الحياة " ان الله جعل الموت قاطعا لمرائر اقرانها " المرائر الحبائل المفتولة على اكثر من طاق واحدها مرير ومريرة وفى حديث ابن الزبير ثم استمرت مريرتى يقال استمرت مريرته على كذا إذا استحكم امره عليه وقويت شكيمته فيه والفه واعتاده واصله من فتل الحبل وفى حديث معاوية " سحلت مريرته " أي جعل حبله المبرم سحيلا، يعنى رخوا ضعيفا، فعلم ان المراد انه (ع) صاحب عزيمة راسخة لم ينقض قط عزيمته بشى.
(٢) كذا صريحا وفى المناقب " عاف الانام " وحيث ان المصحح لم يبتد إلى فهم المعنى سبيلا قال: كذا اقول: المعنى واضح ففى القاموس عاف الطعام والشراب، وقد يقال في غيرهما يعافه يعيفه عيفانا محركة، وعيافة وعيافا بكسر هما = كرهه قلم يشربه أو ككتاب مصدر وككتابه اسم وفى الصحاح عافا لرجل الطعام والشراب يعافه عيافا أي كرهه فلم يشربه فهو عائف قال انس بن مدرك الختمى:
انى وقتلى سليكا ثم اعتله * كالثور يضرب لما عافت البقر وذلك ان البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب لانها ذات لبن وانما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب فالبيت قريب المضمون من قول من قال:
غيرى جنى وانا المعاقب فيكم * فكأنني سبابة المتندم وايضا فيه " والاثام = جزاء الاثم قال الله تعالى يلق أثاما " وفى القاموس: والاتام كسحاب واد في جهنم والعقوبة وبكسر كالماثم وفى الاساس وتقول يفزعون من الانام اشد ما يفزعون من الاثام وهو وبال الاثم قال:
لقد فعلت هذى النوى بى فعلة * أصاب النوى قبل الممات أثامها وفى مجمع البحرين: قوله تعالى يلق اثاما أي عقوبة والاثام = جزاء الاثم.